في برنامج "حوار" تستضيف كابي لطيف، الكاتبة وأستاذة الأدب العربي الحديث والمعاصر في جامعة باريس الثامنة كاتيا غصن بدورة، والباحثة في مركز الدراسات العربية والشرق الأوسطية في معهد اللغات والحضارات الشرقية في باريس، للحديث عن مشاركتها في ندوة الرواية عن كتابات الروائي اللبناني إلياس خوري في الأسبوع العربي المقام في اليونيسكو في العاصمة الفرنسية، الذي دعت إليه المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بمبادرة من المملكة العربية السعودية ومشاركة الدول العربية.
الأسبوع العربي في اليونسكو
اعتبرت كاتيا غصن بدورة أن مشاركتها في هذه التظاهرة الثقافية المميزة عبر بعثة لبنان الدائمة في اليونيسكو، إنما هي محطة مهمة لالتقاء الثقافات العربية تحت مظلة هذا الصرح العريق في العاصمة الفرنسية، حيث قالت: "هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في تعزيز الثقافة العربية على الصعيد العالمي. فهي تعكس تنوع الثقافات العربية وتساعد في تصحيح الصور النمطية السلبية التي غالبًا ما تُصوَّر بها المجتمعات العربية."
"إلياس خوري علّمنا كيف تكون الحرية وكيف نكون أحرارا"
تحدثت الباحثة كاتيا غصن بدورة عن الكاتب الراحل إلياس خوري بكل شغف وحب، مشيرة إلى أنه يُعدّ من أبرز الكتاب في الأدب العربي، حيث تعكس أعماله تجارب مريرة مثل الحرب الأهلية في لبنان والقضية الفلسطينية وغيرها. وتعتبر أن رحيله يمثل خسارة ثقافية، لكن كتاباته ستبقى حاضرة. فإلياس خوري بالنسبة للباحثة أيقونة للأدب، ورواياته من الأعمال التأسيسية للرواية المعاصرة، ومواضيعه مستمدة من الواقع وتحمل رسائل كثيرة أبرزها النضال السياسي من أجل الثقافة والحرية.
لبنان: منارة ثقافية
تعتبر الأدبية والباحثة كاتيا غصن أن لبنان، وطنها الأم، يمتلك تاريخًا غنيًا من الإبداع الأدبي والثقافي. وأنه رغم التحديات الحالية التي يواجهها البلد، يجب أن يُنظر إليه كمنارة للإبداع والابتكار. كون الأدب اللبناني يحمل الأمل في إعادة بناء الهوية ويتيح للناس الفرصة لاكتشاف واقعهم والتعامل معه. كما أشارت إلى أنه من الضروري قراءة الروايات اللبنانية لإمكانية التصالح مع الذات ومع تاريخ الوطن، خصوصًا في الأوقات العصيبة لتعزيز الانتماء والوعي الجماعي لدى اللبنانيين.
المثقفون ودورهم في النهوض بالمجتمع
تؤكد كاتيا غصن بدورة أن المثقفين، بالرغم من اختلاف قناعاتهم وأفكارهم، يلعبون دورًا مهما في مواجهة التحديات التاريخية والثقافية، داعية المجتمع إلى تعزيز الثقافة وحرية التعبير كأدوات للنهوض والتطور، ومشددة على أن الأدب اللبناني يمكن أن يسهم في استعادة الهوية ومعالجة الأزمات الراهنة.