وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
أمنيات أهل الجنة
يعيش الإنسان في هذه الدنيا.. بين طموحٍ وأحلام، وأمنيات وآمال.. يأتيه الموت، وما استطاع بلوغها، فإن مات على خير، فإني أبشركم بأنّ العاقبة له، وأنه سينتقل إلى دار الكريم سبحانه.. سينتقل إلى الجنة.. وفيها فوق ما يخطر بالبال، أو يدور في الخيال. قال رسول الله ﷺ: "قال الله: أعددتُ لعبادي الصالحين، ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا إن شئتم: "فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ" متفق عليه. وقال تعالى:" لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ، كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا" {الفرقان:16}. يا الله.. هذا وعدٌ من الله، ومن أصدق من الله حديثا؟ قالابن كثيرفي تفسير هذه الآية: "لهم فيها ما يشاؤون، من: مآكلَ، ومشاربَ، وملابسَ، ومساكنَ، ومراكبَ، ومناظرَ، وغيرِ ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب أحد". يا الله ما أكرمك.. ماذا تتمنى في الجنة؟ كل أمنياتك محقّقة، فالإنسان في الجنة لا يحرم من شيء يتمنَّاه! قال النبي ﷺ: "المؤمنُ إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حملُه ووضعُه في ساعةٍ واحدة ،كما يشتهي". ففي الجنة يتحقّق للإنسان كلّ ما يتمناه، حتى وإن كان مستحيلا عادةً بمقاييس الدنيا! أما المستحيل لذاته، فليس بشيء أصلاً، فلا يصح افتراض تحقّقه! أتى أعرابيٌّ النبي ﷺ، فقال: إني أحبُّ الخيل، فهل في الجنة خيل؟ فقال ﷺ: "إذا دخلتَ الجنة، أُتِيتَ بفرسٍ من ياقوتةٍ، له جناحان، فحُملتَ عليه، فطار بك في الجنة حيث شئت" (صحيح الترغيب). ومع كثرة أشجار الجنة وتنوّع ثمارها، فإنَّ بعض أهل الجنة يتمنى أن يزرع، واسمعوا معي إلى هذه الحادثة اللطيفة، ففي صحيح البخاري، أنّ رسول الله e أخبر: "أنَّ رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال الله له: أولستَ فيما شئت؟ قال: بلى! ولكن أحبُّ أن أزرع"، فأذن له الله عز وجل بالزّرع، فألقى الرجل البذور على أرض الجنة، فأسرع نموّ هذا الزرع، كلمح البصر! وصار الزّرع مثل الجبال في ضخامته! يا سبحان الله.. "فيقول الله: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يُشبعك شيء"! فقال أعرابيٌّ كان عند رسول الله: "يا رسول الله، لا تجد هذا الرجل إلا قرشياً أو أنصارياً! فإنّهم أصحاب زرع، فأمّا نحن فلسنا بأصحابِ زرع! فضحك رسول الله e".. بأبي هو وأمي e! لكن.. هل يقف الأمر على حدود ما يتمنّاه العبد فحسب؟ كلا.. بل يتفضل الله عليه بأكثر مما يتمناه! قال النبيُّ ﷺ: "إن أدنى مقعد أحدِكم من الجنة، أن يقول له: تمنَّ، فيتمنى ويتمنى، فيقول له: هل تمنيت؟" أي: هل استوفيتَ كلِّ ما تشتهيه وتحبُّه؟، "فيقول: نعم، فيقول له: إنَّ لك ما تمنيت، ومثلَه معه"!، أي لك ما تمنّيت، ولك فوق ذلك الضّعف! وهذا أدنى أهل الجنّة منزلةً ومرتبةً، يَنال أمانيه كلَّها، بحيث لا تبقى له أمنية! هناك في الجنة.. تتحقق الآمال، وتُنفّذ الأمنيات، ويَحصلُ كلّ مطلوب! وبعدها.. لم يبق لأهل الجنّة إلا الثناء، الثناء للباري سبحانه: "دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين"..
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل