لدينا العديد من الأشياء التي أخذناها من ثقافات العالم، وطوّرناها بما يتناسب مع حاجتنا وثقافتنا، وأصبحت شكلًا جديدًا لا يشبه أصله. حتى إنها أصبحت جزءًا من ثقافتنا. فالكبسة سعودية، على الرغم من أن الرز هندي أو أمريكي، والدجاج برازيلي والبهارات هندية. لكن ماذا عن الأشياء التي هي من أصل ثقافتنا، ونحن من قدّمها للعالم كلّه، كالقهوة! القهوة جزء مهم من هويتنا نحن السعوديين والعرب. نعرّف فيها الكرم والضيافة. لها شروط شديدة الحديّة في طريقة تحضيرها وتقديمها. لذلك استضفت الباحث في هوية الأشياء ومؤلف ديوان القهوة، ماجد الأهدل، للحديث عن هوية الأشياء. فلديّ رغبة بمعرفة كيف أصبحت بهذا الشكل، وماذا يعني فنجان الهيف والضيف والكيف، وكيف تكوّنت العادات الاجتماعية والثقافية عن القهوة في الجزيرة العربية. استهل ضيفي حديثه بالثقافة الدخيلة والأصلية، ومتى نقول عن الشيء بأنه دخيل على ثقافتنا وهويتنا. فيقول الأهدل إن الحدية في سعودة الأشياء، ونفي السعودة عنها تجعلنا نخسر الكثير من المنطقة الرمادية التي نستطيع من خلالها تطوير الأشياء، وتجد تموضعها الصحيح داخل ثقافتنا. توسع نقاشنا لاكتشاف القهوة وانتشارها، وأكد في حديثه أن العرب هم من اكتشفوا القهوة للعالم، وهم أول من أضاف السكّر والحليب عليها، وأول من شربها حارة وباردة. إذ هم من اكتشفوها وطوّروها وأضافوا عليها، قبل أن يصدّروها إلى العالم كلّه. كما تحدثنا عن دِلالات القهوة كهز الفنجان وتعبئته للربع. وامتدّ حديثنا للجدل الواسع بشأن تسمية القهوة السعودية، وهل يحق للسعودية أن تقول هذه قهوة سعودية؟ فالسعودية تزرع البن في جيزان وعسير والباحة وغيرها. أم أن المقصود طريقة تحضيرها؟ إذ كانت السعودية هي أكبر بقعة جغرافية تقدّم القهوة بهذه الطريقة.
Become a supporter of this podcast:
https://www.spreaker.com/podcast/bwdkast-fnjan--6571540/support.