وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
رؤية الله في الجنة
عندما نقرأ سورة الكهف، ونصل إلى آخر الآيات فيها، نقرأ قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا)، فالله تعالى عبّر عن جنة الفردوس بأنّها نُزُل! والنُّزل هي الضيافة، أي أنّ جنّة الفردوس هي بمنزلة الهديّة والتكريم الذي يقدّم للضيف أثناء قدومه! بمعنى: أنّ هناك شيئًا أعظم من الفردوس الأعلى ينتظر المؤمنين! فالفردوس الأعلى بكل نعيمها من: المآكل والمشارب والمناظر والأنهار والعيون والخدم، مجرد هدية ومجرد نزل! إذن.. ما هو النعيم الحقيقي والكامل لأهل الجنة؟ اعلم.. أيّها المشتاق للجنّة.. أنَّ نعيم الجنة الحقيقي ليس في شجرها، ولا في عيونها، ولا في حريرها، ولا في حورها، ولا في أنهارها، ولا في قصورها.. ولكنَّ نعيمَ الجنة الحقيقي في رؤية وجه ربها!! أيّها المشتاق للجنّة.. كل نعيمٍ في الجنة، والله، لا يساوي شيئًا أمام لذَّةِ نظرِ العابد إلى وجه المعبود، وهو أعظم نعيمٍ يمنحه الله لمخلوق! قال الله:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:26] الحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي التمتع بالنظر إلى وجه خالقِ الجنة، هذه هي غاية المنى، وهذا هو غاية المراد، أن يتمتَّع المشتاق للجنّان، بالنظر إلى وجه رب الأرباب، إلى النظر إلى وجه الكريم التواب، عز وجل! قال النبي ﷺ: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة، إنَّ لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقِّلْ موازيننا، ويبيّضْ وجوهنا، ويُدخلْنا الجنة، ويُجرْنا من النار، قال: فيكشفُ لهم الحجاب، فينظرون إليه! قال: فوالله ما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إليه، ولا أقرَّ بأعينهم".. فإذا رأى أهل الجنّة ربّهم، أصابهم من النور والضياء، ووجدوا من اللذة ما يصغر معه كلّ نعيمٍ في الجنة، ورجعوا إلى بيوتهم، وقد ازدادوا حُسنًا وبهاءً، نضارة جمالاً، اقرؤوا إن شئتم: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة).. يا الله! فهذه اللذّة الحاصلة، هي الغايةُ القصوى في نعيم الآخرة، والدرجةُ العليا من العطايا الفاخرة، بلّغنا الله إياها.. لذا جاء في دعاء النبي e: "وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك" (صحيح النسائي)، فيتلذّذُ أهلُ الجنة، برؤية الباري سبحانه، ولاسيما.. في أوقات الصلوات في الدنيا، كالجُمع والأعياد، قال ابن رجب: "كلُّ يومٍ كان للمسلمين عيدًا في الدنيا، فإنه عيدٌ لهم في الجنة، يجتمعون فيه على زيارة ربهم، ويتجلَّى لهم فيه".. أمَّا خواص أهل الجنة، فكلُّ يومٍ لهم عيد، يزورون ربهم كل يوم مرتين: بكرةً وعشيًّا، فكما كانت أيامهم كلها في الدنيا أعيادًا، صارت أيامهم في الآخرة كلَّها أعيادا! قال ابن تيمية: "وقد جاءت الآثار عن النبي ﷺ بأنه تبارك وتعالى، يتجلى لعباده المؤمنين يوم الجمعة، وأنَّ أعلاهم منزلة من يرى اللّه كل يومٍ مرتين!".. لذا قال عبد الله بن مسعود: "سارعوا إلى الجمعة، فإنَّ الله يبرز لأهل الجنة في كلِّ جمعة، في كثيب من كافور، فيكونون في قربٍ منه، على قَدر تسارعهم إلى الجمعة".. اللهم إنا نسألك الجنة.. وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار.. وما قرب إليها من قول أو عمل، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك..
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل