وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
هيئة أهل الجنة
قد جعل الله أهل الجنة في أكمل صورةٍ خُلق عليها البشر، وهي صورة أبينا آدم عليه السلام، وما ذلك إلا لتكتمل سعادتهم وغبطتهم في ذلك النعيم الخالد. عن أبي هريرة t عن النبي e: (أول زمرة تلج الجنة، صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يَبصُقُون فيها، ولا يَمتخطون فيها، ولا يتغوَّطون فيها)، وفي الصحيحين أنّ النبي ﷺ قال: "أول زمرة يدخلون الجنة، على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشدِّ كوكبٍ دريٍّ في السماء إضاءة"، سبحان الله، وفي هذا الحديث عدة فوائد، منها: أنَّ أنوار أهل الجنة تتفاوت بحسب درجاتهم، وكذلك صفاتهم في الجمال تتفاوت بحسب درجاتهم! ومن صور جمال أهل الجنة: أنَّ أهل الجنة كلهم شباب، في عُمر القوة والفتوة، أبناء ثلاث وثلاثين سنة، قال رسول الله e: "يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً، كأنهم مكحَّلون، أبناء ثلاث وثلاثين سنة" أخرجه الترمذي. وقد جعلهم الله على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء. وكما جمَّل الله صور أهل الجنّة، فقد جمَّل أخلاقهم، فهم على خُلُق رجل واحد: قال رسول الله e: "أخلاقهم على خُلُق رجلٍ واحد" رواه مسلم، وقال ﷺ واصفًا أهل الجنة: "لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبُهم على قلب رجل واحد". فما أعذب تلك الحياة.. وما ألذ عيشها.. حياةٌ كلها مودةٌ وصفاءٌ، حياةٌ كلها ألفةٌ وإخاء، حياةٌ كلها محبةٌ ووفاء، قال تعالى: (وهدوا إلى الطيب من القول) [الحج 24] وقال سبحانه: (لا تَسمعُ فيها لاغية) [الغاشية 11] وقال سبحانه: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين) [ الحجر 47 ] فلا نكدَ ولا شقاء، ولا حسدَ ولا بغضاء، ولا تشاجرَ ولا شحناء، إنما هو مجتمعٌ يسوده الهدوء والألفة، والسكينة والرحمة! قلوبهم صافيه، وأقوالهم طيبة، وأعمالهم صالحة، لا يسمعون كلمةً نابية، لا خاطرَ يُكدَّر، ولا مِزاج يُعكَّر، قال الله: (لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيما*إلا قيلا سلامًا سلامًا). وفوق هذا.. فإنّ أهل الجنة لا ينامون، قال رسول الله e: "النوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة" (السلسلة الصحيحة)، فالنائم يفوته ما يدركه اليقظان! والجنة كلُّها نعيم، فلا نوم في الجنة، حتى لا يفوت المسلمَ ذلك النعيم المقيم! وفي الصحيحين: "أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر،لا يبصقون فيها، ولا يتغوطون فيها، ولا يمتخطون فيها، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة، ومَجَامرهم الأَلُوَّة، ورشحهم المسك"، أي أنَّ بَخُورهم هو العودُ الهنديُّ، وهو أطيب وأزكى البَخورِ، ورَشحُهمُ الذي يَعرَقونَه هو المِسْكُ، قال القرطبي: "قد يقال أيُّ حاجة لأهل الجنّة إلى المشط وهم مرد؟ وشعورهم لا تتسخ! وأي حاجة لهم إلى البَخور وريحهم أطيب من المسك؟ ويجاب عنه: بأنَّ نعيم الجنة ليس عن ألمِ جوعٍ أو ظمأ، أو عُريٍّ أو نَتَن، وإنما هي لذاتٌ متتالية، ونعم متوالية، والحكمة في ذلك أنهم يُنعَّمون بنوعِ ما كانوا يتنعمون به في الدنيا". نسأل الله تعالى من فضله وفضله..
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل