وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
اتساع الجنة ودرجاتها؟
قال الله عز وجل: "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" هذا عرض الجنة فكيف بالطول؟ في مسند أحمد: "إنَّ الجنةَ مائةُ درجة، ولو أنَّ العالمين اجتمعوا في إحداهنَّ لوسعتهم"! فإذا كان أدنى أهلِ الجنةِ منزلةً، يُعطى مثلَ الدنيا وعشرةَ أمثالها، فكيف بغيره؟ في الصحيحين أنَّ رسول الله ﷺ قال: "إن أهل الجنة يتراءون أهلَ الغرفِ من فوقِهم، كما تتراءَون الكوكبَ الدريَّ الغابرَ في الأفق، من المشرق أو المغرب، لِتفاضُلِ ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يَبلغُها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده، رجالٌ آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين". وهذه الجنات متفاضلة، ففيها جناتٌ عُلَى، كما قال سبحانه: "وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى"، وفيها درجاتٌ دون التي فوقها، كما قال سبحانه: "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ" إلى أن قال: "وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ"، والجنات بعضها فوق بعض، وهنّ متباعدات، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض! قال عبدُ الرحمنِ بنُ زيد بن أسلم: "درجات أهل النار تذهب سفولاً، ودرجات أهل الجنة تذهب صعوداً"، نعم.. فعلوُّ المنازل، على قدر التزود من الفضائل! إذن.. كم عدد درجات الجنة؟ أقول: الصحيح أنَّ درجات الجنة كثيرة، لم يرد حصرها في عدد، فهناك مائة درجةٍ أُعدَّت للمجاهدين، قال ﷺ: "إنَّ الجنةَ مائةُ درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض"، عندما تتأمل هذا الحديث العجيب، تدرك المساحة الهائلة للجنة! وقال ﷺ: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإنَّ منزلك عند آخر آية تقرؤها"، وفي رواية: "فيَقرأ ويصعد بكل آيةٍ درجة، حتى يَقرأ آخرَ شيء معه"، وهذا صريحٌ في أنَّ دَرَجات الجنة تزيد على مائة! والجنات على كثرتها وعدم إحصائها، إلا أنها ترجع إلى نوعين: جنتان ذهبيتان بكل ما اشتملتا عليه، وهما خاصّتان بالمقربين، وجنتان فضّيتان بكل ما اشتملتا عليه، وهما لأصحاب اليمين، قال ﷺ: "جنّتان من فضة آنيتُهما وما فيهما، وجنّتان من ذهب آنيتهما وما فيهما"./ والمؤمنون متفاضلون بتفاضل درجات الجنة، قال الضحاك: "بعضهم أفضلُ من بعض، فيرى الذي هو أسفلَ منه، ولا يرى أنه فُضِّل عليه أحدٌ من الناس"! فأعلى الدرجات في الجنة هي منازل الأنبياء! وأفضل الأنبياء محمد ﷺ، جاء في الحديث، أنّ النبي ﷺ قال: "سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو" فهذه منزلة في الجنة خاصة به ﷺ! قال ابن تيمية: "المنازل العالية لا تُنال إلا بالبلاء"، فتحيةٌ لأهل البلاء في الدنيا، بشرى لكم بالدرجات العلى من الجنة، إن صبرتم واحتسبتم! اللهم إنّا نسألك خيرَ المسألة، وخيرَ الدعاء، وخيرَ النجاح، وخيرَ العمل، وخيرَ الثواب، وخيرَ الحياةِ، وخير الممات، اللهم ثقَّل موازيننا، وحقّق إيماننا، وارفع درجاتنا، واغفر خطيئاتنا، ونسألك الدّرجاتِ العلى من الجنة.
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل