وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
الداخلون إلى الجنة بغير حساب
موقف عصيبٌ.. ومشهد رهيب، فالبشرية كلها تقف على بساط العدل بذُلٍ وانكسار، للحساب بين يدي الواحد القهار، منهم من أخذ كتابه بيمينه، وحاسبه الله حساباً يسيراً، ومنهم من أخذ كتابه بشماله، وحاسبه الله حساباً عسيراً، ومنهم من ينطلق مباشرةً إلى الجنة، بلا حساب ولا عذاب، فمن هؤلاء السعداء؟ قال النبي ﷺ: "وعدني ربي أن يُدخِل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، بلا حسابٍ عليهم ولا عذاب، مع كلِّ ألف سبعون ألفًا" ولنا جميعا معشر المسلمين، بشارات نبوية في هذا الحديث، فإذا حسَبت سبعين ألفًا، مع كلّ ألف: سبعون ألفًا، سيكون العددُ الإجمالي: أربعةُ ملايين وتسعُمائةٍ وسبعون ألفًا (4,970,000) يا لها من كرامة! نسأل الله سبحانه أن يجعلنا منهم! بل والله.. لقد قال النبي ﷺ بعدها كلمةً، لو اجتمع أهل البلاغة على وجه الأرض، ليعبّروا للأمة عن مكنونها لعجزوا، قال المصطفى ﷺ: "ثم يَحثِي ربي ثلاثَ حَثياتٍ بكفّيه"، وفي رواية: "وثلاثَ حَثَيَاتٍ من حَثَيَاتِ ربّي"، فكبّر عمر: "الله أكبر"، فقال النبي ﷺ: "إنَّ السبعين ألفًا، يُشفِّعهم الله في آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم"، ولك أن تتصور هذا الفضل، من صاحب الفضل جلَّ جلاله! سبعون ألفًا، ومع كلّ ألف سبعين ألفًا، والسبعون ألفًا يُشفِّعُهُم الله في آبائهم وأمّهاتهم وعشائرهم، وفوق هذا ثلاثُ حَثَيَاتٍ من حَثياتِ ربّي! فكم سيكون العدد الإجمالي لمن يدخل الجنّة بدون حساب؟ سيكون العددُ عظيمًا والحمد لله، نسأل الله أن يجعلنا في تلك الأعداد! وقد جاء ذكر السبب في دخولِهمُ الجنّةَ بلا حساب ولا عذاب، مُصَرّحًا به في رواية أخرى للبخاري: "هم الذين لا يكتوون، ولا يسترْقون، ولا يتطيّرون، وعلى ربهم يتوكلون".. فهم قومٌ حققوا التوحيد لله، تركوا الشرك كلَّه، وأنزلوا حوائجهم كلها بالله سبحانه، ولم يُنزلوها بأحد من خلقه، فهم "لا يكتوون" أي لا يتعالجون بالكيّ بالنار، "ولا يسترقون" أي لا يطلبون من غيرهم أن يَرقِيَهم، لكمال توكلهم على الله وتعلق قلوبهم به، وإن كان طلب الرُّقية جائزًا. "ولا يتطيّرون": أي لا يتشاءمون، لأن التشاؤم منهيٌ عنه، فلقد كان العرب في الجاهلية يأخذ أحدهم طيراً فيُطيّره، فإن طار الطائر يميناً، استبشر هذا الرجل بسفره وقال: إذاً أسافر، فإن طار الطائر يساراً تشاءم، وقال: لا أسافر، فجاء الإسلام ليقضي على هذا التشاؤم، وليعلِّم الناس أنَّ الأمورَ كلَّها بيد الله سبحانه وتعالى! ثمّ إنّ الصفةَ الجامعةَ لمواصفات من يدخلُ الجنة بغير حساب، هي: "وعلى ربهم يتوكّلون" كمالُ التوكل على الله، وكمالُ تعلّق القلوب بالله، وهو جِماع الإيمان! وليس معنى الحديث تحريم الرُّقيةِ والكيِّ بالنار، فلا بأس بهما عند الحاجة إليهما، ولكنَّ من صفات السبعين ألفًا، تركُ ذلك والاستغناءُ عنه بالأسباب الأخرى، فهم لا يطلبون شيئًا من الخلق، بل يُنزلون حوائجهم كلّها على باب الحقِّ سبحانه وتعالى، والذي حملهم على هذا: تمامُ توكلهم على الله، نسأل الله تعالى أن نكون منهم.
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل