وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
على أبواب الجنة
أيّها المشتاق للجنّة... هاهم المؤمنون واقفون عند أبواب الجنة، بعدما تجاوزوا الصراط والقنطرة.. ليس بابًا واحدًا، بل ثمانية أبواب! واسمعوا معي إلى وصف النبي ﷺ للباب الواحد، من أبواب الجنة، يقول: "ما بين المصراعين من مصاريع الجنة، كما بين مكة وهجر، وكما بين مكة وبصرى"، وفي رواية: "إنّ ما بين مصراعي الجنة، مسيرةُ أربعين سنة" يا الله.. ما أوسع هذا الباب! ثمّ تأملوا معي هذا الوصف العجيب لذلك الباب، قال النبي ﷺ: "وايم الله، ليأتينَّ عليه يوم، وهو كظيظٌ بالزحام" (مصنف عبد الرزاق: 20891)، أبواب الجنة في ذلك اليوم ستكون مزدحمةً بالمؤمنين.. والله محروم..من لم يجد لنفسه موطئ قدم عند تلك الأبواب، والله مغبون.. من لم يوفّق تلك الساعة ليكون في صحبة الأخيار، والله مخذول..من استبدل هذه الأبواب بأبواب النيران! والله محروم.. إن لم تجد نفسك مع المصلين، ولم تجد نفسك مع الصائمين، ولم تجد نفسك مع القائمين، ولم تجد نفسك مع التالين.. ولم تجد نفسك مع المتصدّقين.. ويحك! ماذا كنت تفعل في الدنيا؟؟ فهلا اخترتَ لنفسكَ باباً من هذه الأبواب العظيمة؟ وهلا نسَجت مفتاحها بجميل الطاعة وزاد التقوى؟/..ما زال المؤمنون ينتظرون عند أبواب الجنة، لم تفتح بعد.. والزّحام يومئذٍ على تلك الأبواب شديد! فإذا برجل يشقّ الصفوف، ويتقدّم الناس! ويأتي إلى باب الجنة، ويقرعه! فيأتي صوتٌ من داخل الجنة! هذا الصوت هو صوت ملَك من الملائكة، إنه خازن الجنّة! يقول الخازن: من أنت؟ فيجيبه قارع الباب: أنا محمد، فيقول الخازن: بك أمرت، لا أفتح لأحدٍ قبلك! فيُفتح باب الجنة! فكيف بك لو وقعت عينك على الجنة؟ يا الله.. فيكونُ أولُ من يدخلُ الجنة من البشر إطلاقًا، هو: رسولنا محمد ﷺ، وتكونُ أول الأمم دخولاً الجنة هي: أمة محمد e، ويكونُ أول من يدخلُ الجنة من هذه الأمة: أبو بكر الصديق رضي الله عنه! تخيّل نفسك.. عندما تضع قدمك في الجنة! كيف سيكون شعورك؟ قيل للإمام أحمد: متى الراحة؟ قال: بأول قدم أضعها في الجنة! هنا.. في هذه اللحظة.. أنت الآن ودّعت الدنيا، تركتها خلف ظهرك..لن تعود إليها أبدًا، أنت الآن ودّعت الأحزان والآلام والابتلاءات! ابشرك.. أنت الآن وقعت عينك على الجنة.. أنت الآن تشاهد الجنة..التي لطالما سمعت عنها، وبُشّرتَ بها؟ بالله عليك، هل تساوي الدنيا شيئًا؟ أخبرني؟ هل تساوى الخُصومة التي كانت بينك وبين أخيك؟ من أجل ماذا؟ من أجل لعاعةٍ من الدنيا! لا تساوي جناح بعوضة! ارفع رأسك.. وشاهد الملائكة الكرام، وهي تهنئ المؤمنين على سلامة الوصول، بعدما عانوه من الكربات، وشاهدوه من الأهوال! "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين" [الزمر:73]، لا شك أن سعاتك في تلك اللحظة، لا تعادلها سعادة، عندما تساق معززًا مكرمًا زمراً إلى جنات النعيم..
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل