مقالة "الخير والشر" لميشيل دي مونتاني
في مقالته "الخير والشر"، يتحدث الفيلسوف الفرنسي ميشيل دي مونتاني عن كيفية تصورنا للخير والشر، وكيف يؤثر ذلك على حياتنا. يجادل بأن الخير والشر ليسا شيئين مطلقين، بل يتوقفان على تصورنا لهما.
يبدأ مونتاني بحكاية يونانية قديمة تقول إن الإنسان لا تؤلمه الأشياء بقدر ما يؤلمه رأيه في الأشياء. ويقترح أننا قد نتمكن من التخفيف عن وضعنا الإنساني البائس إذا أثبتنا صدق هذه الحكمة في جميع الحالات.
يؤكد مونتاني أن راينا وحده هو ما يسمح للشر باجتياح وجودنا، وبالتالي يمكننا ازدرائه أو تحويله إلى خير. ويجادل بأن الأشياء تحت تصرفنا، ولذلك يمكننا التصرف ازاءها بصفتنا أسيادًا أو نطوعها لصالحنا.
يقول مونتاني إن ما نسميه شراً أو ألماً ليس في ذاته شراً أو ألماً، بل مخيلتنا هي التي تصفه هكذا. وبالتالي، يبدو بوسعنا أن نغيره. ولما كان لنا الخيار، فقد يكون من الحماقة بمكان أن نتشبث بالرأي الأكثر إزعاجاً.
يضيف مونتاني أن القدر قد وفر لنا المادة، وما بقي إلا أن نمنحها الصورة. وبالتالي، ما نسميه شراً لعله ليس في ذاته شراً، أو على الأقل، يتوقف علينا أن نعطيه طعماً آخر.
يتساءل مونتاني عن مدى صدق هذه الفكرة، ويلاحظ أن صور الأشياء التي نخشاها لا تنطبع في نفوسنا بشكل تلقائي، بل تنطبع في نفوس كل الناس. ويقول إن تنوع آرائنا حول هذه الأشياء يبين بوضوح أنها لا تنطبع إلا بموافقتنا.
يذكر مونتاني أمثلة على أشياء قد تبدو لنا شرراً، مثل الموت والفقر والألم. ومع ذلك، يجادل بأن الموت قد يكون في نظر بعضهم المرسى الوحيدة لعذابات الدنيا، والخير الأسمى للطبيعة، والسند الوحيد لحريتنا، والعلاج الطبيعي والسريع لكل آلامنا.
يقول مونتاني إن بعض الناس يرتعدون خوفاً في انتظار الموت، بينما يرى فيه بعضهم الآخر حملاً أهون من حمل الحياة. ويذكر أمثلة على أشخاص قبلوا الموت بشجاعة، مثل الفلاسفة الذين أقدموا على الموت بمحض إرادتهم.
يؤكد مونتاني أن الموت لا يدرك إلا بالتفكر، لأنه يحصل في لحظة واحدة. ويقول إن عذاب الموت أقل وطأة من عذاب انتظاره.
يضيف مونتاني أن ما يزعجنا في الموت هو الألم الذي يتقدمه عادة. ومع ذلك، إذا شئنا أن ناخذ بكلام قديس، فإن الموت لا يكون شراً إلا بالنظر إلى ما يتلوه.
يقول مونتاني إن ما يجعلنا لا نتحمل الألم هو عزنا عن تحمل مجرد ذكر الموت. كما أن الألم يبدو لنا حاداً جداً لأنه بمثابة الإعلان عن الموت.
يؤكد مونتاني أن ما يزعجنا في الموت هو الألم، وكذلك شان الفقر. ما نخشاه فيه هو ما يترتب عنه من مشقة والجو والبرد والحر والسهاد.
يقول مونتاني إنه يقر بأن لا شيء مما يحدث لنا يفوق سوء الألم، ويبغضه أكثر من أي كان. ومع ذلك، يضيف أنه يستطيع أن يخففه ويتعود عليه، كما يستطيع أن يحافظ على سلامة نفوسه وعقوله.
يؤكد مونتاني أن الفضيلة ترغب في الخطر، وأنها تتحداه. ويقول إن الغنى والفقر يتوقفان على نظرتنا، فلا الأموال ولا الأمجاد ولا الصحة تكون جميلة وممتعة أكثر مما قد نرى فيها من جمال ومتعة.
يختتم مونتاني مقالته بالقول إن الاعتقاد هو الذي يصبح واقعاً وحقيقة، وأن القدر لا يحسن إلينا ولا يسيء، بل يوفر فقط للنفس هي الأكثر منه اقتداراً بفضل حرارتها.
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل