جبهة جنوب لبنان شمال إسرائيل مرشحة لأن تتحول إلى ساحة حرب رئيسية، إذ يرجح القادة الإسرائيليون هذا الاحتمال. فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زار الجبهة أمس وتوعد بعملية مكثفة للغاية، كما اوعد وزير الدفاع يواف غالنت الاستعداد لعملية عسكرية شديدة، اما رئيس الأركان هليفي أعلن أن الجيش الإسرائيلي جاهز لتغيير الوضع الذي "لا يطاق على الحدود مع لبنان"، ومستعد لحرب واسعة تشمل عملية برية، لكنه ينتظر قرارا من الحكومة التي سمحت باستدعاء خمسين ألف جندي احتياطي إضافي استعدادا للتصعيد في جبهة لبنان.
ولم يصدر عن الطرف الأخر، أي حزب الله، سوى موقف واحد لنائب أمينه العام نعيم قاسم الذي قال إن قرار الحزب لا يزال بعدم توسيع الصراع، لكنه مستعد لخوض الحرب إذا فرضت عليه.
وفي الأثناء، نقل عن مصدر في الإدارة الأميركية أن واشنطن طلبت من إسرائيل عدم التصعيد ضد حزب الله، والتركيز على الجهود المبذولة حاليا لعقد صفقة تبادل للأسرى مقابل وقف إطلاق النار، كما لفتت الخارجية الأميركية أمس، إلى أنه كلما طال الصراع في غزة، كلما زاد خطر التصعيد الإقليمي في شمال إسرائيل.
لكن احتمالات التوصل إلى اتفاق الهدنة تتراجع حاليا بسبب الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، كما أن حماس جددت التمسك بشرط الوقف الدائم للحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
ويرى العديد من المحللين أن حزب الله أظهر في الأسابيع الأخيرة أنواعا جديدة من الأسلحة التي يمتلكها، وتعمد التصعيد للضغط على إسرائيل تحسبا لهدنة عادية في غزة، وإمكان عدم التزام إسرائيل بأن تشمل هذه الهدنة جنوب لبنان.
والواقع أن هذا التصعيد انعكس أيضا على الداخل الإسرائيلي، خصوصا بعد الحرائق التي أشعلتها قذائف حزب الله يوم الثلاثاء الماضي في الجليل الأعلى والجولان، إذ التهمت عشرات الاف الدونمات من الأراضي الزراعية، علما بأن إسرائيل استخدمت الفوسفور الأبيض وفقا لبعض التقارير، وحولت مساحات شاسعة في جنوب لبنان إلى أرض محروقة.
اقرأ أيضافيديو: بعد قصف من جنوب لبنان.. حرائق في إسرائيل وبن غفير يدعو إلى "حرق لبنان كله"
وفيما ترفع أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية صوتها مطالبة الجيش بالتحرك ضد لبنان، تتخوف مراجع دولية من أن يكون إشعال الحرب في الشمال وسيلة للتهرب من الهدنة في غزة.