لا يحتاج سوق النحاسين في طرابلس في شمال لبنان لمن يدلك عليه، فقرقعة النحاس تقودك الى السوق الشهير بعد أن سكنه السكون لفترة طويلة . وها هو صوت المطرقة يعود ليروي الحكاية التي تمتد الى عصر المماليك اي الى اكثر من ثمانيمئة عام كما قال المختار عبدو موفق عبر مونت كارلو الدولية.
تراجعَ نشاط هذه الحرفة بسبب ارتفاع اسعار الواح النحاس الا ان بعض العائلات التي تعتبرها إرثا عاطفيا وعائليا عريقا تمسكت بها رغم كل الصعوبات . مصعب الطرطوسي الاقدم في السوق ويتابع المشاكل التي تعترض النحاسين فيه .
هنا في محال عثمان طرطوسي، تجد سيوفا عربية واوان وادوات منزلية تحولت للزينة .
السوق اليوم لا يشبه قديمه والاواني الجديدة اخذت مكان النحاس ورغم ذلك يحاول الحرفي عبد الكريم حسون تشكيل القطع النحاسية لتلاقي اعجاب الناس .
ويعمد محمد جوهر على نقش الزخارف والكلمات بيديه الخشنتين لحفر القطع الفنية المميزة .
لا يعمل في مهنة النحاس الرجال فقط انما النساء ايضا، فآمنة طرطوسي التي ورثت المهنة عن ابيها تضع لمستها على النحاسيات ومن ثم تطليها بماء الذهب او النيكل .
على الرغم من ان الاطباق النحاسية اصبحت للزينة في معظم الاحيان الا ان فؤائدها كثيرة، فالاواني التي تحافظ على القيمة الغذائية للطعام بنسبة 90 في المئة، عادت تستعمل للطهي ولكن المشكلة الكبيرة تكمن في تنظيف النحاس ما يتسبب في استبعاده.
ينتظر سوق النحاسين الدعم من الحكومة اللبنانية مخافة من ان تندثر هذه المهنة التي تجمع بين الفن والصناعة وتتميز بنقشات جمالية وبجودة المصنوعات ما يجعلك تقول ان هذه المهنة تتحدى الزمن وتستمر بفضل مطارق وازاميل النحاسين.