رغم اعتراضات الطوائف اللبنانية ومخاوفها من حرب واسعة وتفاقم الازمة الاقتصادية
وتيرة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني تبقى عالية وسريعة، رغم أن الطرفين مستمران في تأكيد عدم التوجه أقله الأن الى حرب مفتوحة.
وأمس الأربعاء، أغارت طائرة إسرائيلية على مركز طبي تابع للجماعة الاسلامية في بلدة الهبارية في جنوب لبنان، فقتلت سبعة مسعفين وأتبعت ذلك بقصف لعدد من البلدات، ورد حزب الله بقصف صاروخي على مواقع عدة في شمال إسرائيل فقتل شخص مدني واصيب اخرون في مستوطنة كريات شمونة.
وأول من أمس الثلاثاء، عاودت القوات الإسرائيلية استهدافها مواقع في نواحي بعلبك والهرمل في شمال شرق لبنان، وأعلن الحزب عن مقتل ثلاثة من عناصره.
وتعتبر الجماعة الإسلامية حليفا لحركة حماس في لبنان، إذ يشارك جناحها العسكري، قوات الفجر، في القتال إلى جانبها عبر جنوب لبنان، وقتل اثنان من عناصرها خلال عملية اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في كانون الثاني/ يناير الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية.
وتنتمي الجماعة إلى الطائفة السنية، وكانت لفترة على خلاف مع حزب الله، لكنها تنسق معه حاليا، وهي لا تلقى تأييدا واسعا داخل طائفتها، التي تتعاطف عموما مع غزة والقضية الفلسطينية، غير أنها لا تؤيد المواجهة التي بدأها حزب الله مع إسرائيل، خشية أن تؤدي إلى حرب واسعة ودمار كبير من شأنه أن يفاقم الأزمة الاقتصادية اللبنانية.
كذلك يعارض مسيحيو لبنان هذه المواجهة، وهو ما ظهر في المواقف السياسية، وبالأخص في خلافات بعض القرى المسيحية في الجنوب مع الحزب، بسبب إقدامه على إطلاق صواريخ من داخلها، وكان أخرها أول من أمس الثلاثاء، عندما اعترض أهالي بلدة رميش على وضع منصة إطلاق بالقرب من منازلهم، فاستدعت الجيش اللبناني لحل الإشكال، واضطر عناصر الحزب لمغادرة البلدة.
يضاف إلى ذلك اعتراض صامت من بعض الطائفة الشيعية، التي ينتمي إليها معظم سكان المنطقة الحدودية، التي تعرضت فيها الأبنية والمنازل للدمار والأراضي الزراعية للحرق بقنابل الفوسفور الإسرائيلية، وقتل فيها نحو ثمانين شخصا من المدنيين.
ويعاني اللبنانيون جميعا من ضعف الدولة وانكفاءها وراء حزب الله، فرغم وجود اقتراحات دولية لحل دبلوماسي ينهي المواجهة في جنوب لبنان، يرفض الحزب والفصائل الفلسطينية الناشطة في ظله، وقف السجال الناري مع إسرائيل ما لم توقف حربها على غزة.