نباشو الشظايا في الموصل ... باحثون عن اللقمة في فم الموت
محمد طلال-الموصل
عند ضفة دجلة اليمني في مدينة الموصل العراقية، يبدو مشهد المنازل وكأن الحرب قد غادرتها للتو ،فأكوام الخراب تُسيطر على المنطقة برمتها ،الهدوء يعم المكان بإستثناء صوت الحفر الذي يصدره مجموعة أطفال أكبرهم لا يتجاوز العشر سنوات،ينقبون وسط الركام طوال اليوم بحثاً عن شظايا الصواريخ لبيعها كحديد تالف،إتخذوا من هذه المهنة الطارئة مصدراً للعيش،ليأمنوا حياتهم من بقايا الموت،مثل الطفل زيد.
يتوقفون عن النبش مع غياب الشمس،الرؤية تصبح صعبة عليهم ،يُحملون ما عثروا عليه على ظهر عربات تجُرها أحصنة الى المحال المتخصصة التي تشتري منهم الحديد ،يحصلون على بضعة دولارات ويعودون الى منازلهم،
عمر صاحب إحدى هذه المحال المتخصصة بشراءها،يستقبلهم مع غلتهم الحديدية.
الفقر المدقع الذي إرتفعت نسبته كثيراً عقب الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية ،دفع الكثير من الأطفال الى الإنخراط في أعمال خطرة تتسبب بمقتلهم،تماماً كمهنة التنقيب عن شظايا المعارك،خصوصاً وأن الكثير من الألغام والمتفجرات ماتزال مختبئة تحت ركام الأبنية،أحمد عادل مشرف في شركة متخصصة بإزالة المتفجرات يكشف عن حجم المخاطر.
وبالرغم من مرور سنوات على تحرير الموصل إلا أن البطالة ماتزال تتسيد المشهد الإقتصادي فيها
ويزداد سواد الطبقة الفقيرة التي تعمل بكل ما أوتيت من تحمل، للظفر نهاية اليوم بتوفير لقمة العيش،نوفل سليمان مدير دائرة إحصاء نينوى يتحدث لمونت كارلو الدولية
وتبدأ في العادة مع إنطفاء نار الحرب معركة جديدة يقودها العَوز تستهدف الفئات البسيطة من المجتمع وتُرديهم منهكين مادياً.