الأحلامُ جماعيةٌ وموحدة هنا عند دائرةِ التعويضات في الموصل، إذ يأمل متضررو الحرب مع تنظيم الدولة الحصول على حقهم ليس أكثر، فعند شباكِ هيئة المسائلة والعدالة تؤجلُ أحلامُهم بالتعويض حتى إشعارٍ آخر، يعني ذلك المزيد من المصاريف التي ستنفقُ على الايجار ولا حلولَ عاجلة في الافق.
المحامي مروان خالد يتحدث لمونت كارلو الدولية عن تعقيدات الروتين الحكومي
رفقة دلوهِ المملوءِ بالماء يأتي أبو عمران بشكل دوري الى دارهِ المهدم في الموصل القديمة قاطعاً مسافةَ أكثرَ من كيلو مترين،يجتازُ بصعوبةٍ تلالاً من الأنقاض،ليروي عطشَ شجرةٍ وحيدةٍ ناجيةٍ في فناء منزله،تربطُ هذا الرجل المسن علاقة أبوةٍ مع هذه الشجرة نشأت خلال حصارِ تنظيم الدولة الإسلامية لقلبِ المدينة ومازالت مستمرةً لغاية اليوم.
أبو عمران أحدُ متضرري المدينة القديمة في الموصل
وكانت وزارةُ التخطيط العراقية قد أعلنت في وقت سابق،أن كلفةَ الدمار الذي خلفَه إحتلالُ تنظيم الدولة الإسلامية لأجزاء واسعة من العراق،بلغت أكثر من ثمانية وثمانين مليار دولار، كان نصيبُ الموصل منها كبيراً، فقد طحنت الحرب برحاها أكثرَ من ستة وخمسين ألف منزل فيها.
محمد عُگله المديرُ التفيذي لدائرة تعويضات نينوى
ويوثث منظرُ الدمار ضفةَ دجلة اليمنى منذ سبع سنوات بإستثناء بيوت نبتت هنا وهناك ،أما الأمل الذي في نهاية النفق فهو معطوبٌ ومكبلٌ بسنواتٍ أخر وسيبقى المتضررون على مايبدو مضربين عن الفرح.