مُتحف المستقبل يتنبأ بمصير دبي والعالم عام 2071
رسخ متحف المستقبل في إمارة دبي مكانته وجهة للاستشراف والمبدعين والمتطلعين بشغف نحو مستقبل أفضل للبشرية، ليتحول إلى منصة معرفية عالمية ومركز دولي لتصميم وصناعة المستقبل، كما يعكس المتحف مفهوماً جديداً حول المتاحف التقليدية باستخدامه أحدث التقنيات المبتكرة.
ويتبنى المتحف رؤية استتشراف المستقبل حتى عام 2071، بالإضافة إلى نشر المعرفة وتطوير أدوات وقدرات استشراف المستقبل وتصميم حلوله من خلال الأبحاث والدراسات ورصد أبرز التحولات والتوجهات الجديدة وتسليط الضوء على أهم الاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجية الجديدة.
صُمم المبنى الذي يتكون من سبعة طوابق من دون أعمدة أو زوايا ليكون أعجوبة معمارية وهندسية تصل الماضي بالمستقبل، حيث تجسد الشكل الخارجي على هيئة عين إنسان ناظرة إلى المستقبل، منقوشة بمقولات عربية ملهمة للشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي، مثل "لن نعيش مئات السنين ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين"، "المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه، المستقبل لا يُنتظر، المستقبل يُمكن تصميمه وبناؤه اليوم"، و"سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار"، وذلك بخط صممه الفنان الإماراتي مطر بن لاحج.
ويضم المتحف المحطة الفضائية المدارية – أمل OSS Hope، والتي صممت على نحو يحاكي موطناً للإنسانية في الفضاء، وتأخذ المحطة زوار المتحف في رحلة افتراضية إلى الفضاء الخارجي، يكتشفون خلالها مختلف المهمات والأبحاث التي يتمّ تنفيذها على متن المحطة، وعند إنجاز المهمة بنجاح، يغادر الزوّار الفضاء عائدين إلى الأرض ليكتشفوا صورة متخيلة لما ستصبح دبي والعالم عليه في العام 2071 .
وعند الهبوط إلى الأرض يكون مختبر "إعادة تأهيل الطبيعة"، في استقبال الذوار، حيث يعد أحد الابتكارات التي يضمها المتحف، ويتمثل في توظيف تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، لإدخال زوار المتحف في تجربة تفاعلية، من خلالها جمع عيّنات أثناء استكشافهم للغابات المطيرة ومقومات الحياة والتنوّع الحيوي فيها، للمساهمة في جهود إعادة تأهيل الغابة بأنواعها الحية، ونباتاتها وحيواناتها، والمساعدة في إصلاح الأضرار التي أصابت الغابات وحماية الكائنات الموجودة، إلى جانب ذلك، يضم المتحف جهاز محاكاة الطبيعة، الذي يسمح للزوار بإدراج الكائنات الحية التي ساهموا في إنقاذها افتراضياً، ومن ثم تحليلها بهدف تقديم تصور رقمي لتأثيرها المحتمل في إعادة الحياة إلى النظام البيئي للغابات التي تشكل رئة كوكب الأرض.
لم يكتفِ المتحف بعرض تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وعرض النظريات العلمية فحسب، بل ساهم كذلك في تشكيل مستقبل البشرية، من خلال تقنيات متطورة ورائدة تتمثل في معرض "المستقبل اليوم"، والذي يضم أكثر من 50 معروضاً من النماذج الأولية والمنتجات الحالية التي يقدمها المتحف للزوار، بالتعاون مع جهات ومؤسسات حكومية ومن خلال عقد شراكات استراتيجية مع شركات عالمية رائدة في استشراف وتصميم المستقبل وحلوله الإبداعية في خمسة مجالات رئيسية؛ هي: تخطيط مدن ومجتمعات المستقبل، وتعزيز حلول الزراعة والري، وتوفير الأمن الغذائي للبشرية، وإدارة المخلّفات بشكل مستدام، وحماية بيئة الكوكب.
وللأطفال حصتهم أيضًا من خلال منصة أبطال المستقبل، التي استوحت من نخبة الأفكار والمفاهيم التي تقوم عليها الألعاب الإلكترونية ليستمتع بها الأطفال في العالم الحقيقي، حيث صُممت الألعاب لتشجيع التفكير المبدع وتعزيز الشجاعة والثقة بالنفس. ويُكافأ الأطفال على هذه السمات بمنحهم شاراتٍ رمزية تكريماً لمساهماتهم الإيجابية في عالم أبطال المستقبل مثل تقديم المساعدة أو حل المشكلات أو الابتكار أو المشاركة في تجارب غير مسبوقة. ويمكن للاعبين الاجتهاد لجمع أكبر عدد ممكن من الشارات وحفظها من زيارةٍ لأخرى.
ويستقبل المتحف زواره بعروض شيقة تقدمها ربوتات وطائرات هوائية تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي في قاعة الاستقبال، تهيئة لرحلة استثنائية بعد نحو50 عاماً من الآن.