حجبت حرب غزة الأنظار عن حرب أوكرانيا منذ ثلاثة اشهر، لكن الهجمات العنيفة الأخيرة من الجانبين عادت لتسليط الأضواء على نزاع بدأ في فبراير 2022.
بالتزامن مع دعم الغرب لإسرائيل وتراجع الدعم لأوكرانيا ، تبين منذ نوفمبر الماضي فشل الهجوم الاوكراني المضاد، وتعزيز موقف روسيا في الحرب. وبدا من الواضح ان الرئيس فلاديمير بوتين على ابواب انتخابات في روسيا محسومة لصالحه يريد الاستفادة من انعكاسات حرب غزة والحصول على مكاسب في الحرب مع أوكرانيا ، وخلال السنة الانتخابية الاميركية اخذ الرئيس فلودومير زيلينسكي يخشى من احتمال عودة دونالد ترامب او من شح المساعدات
لكن المسعى الروسي لتحقيق تفوق على كييف، واجهته القوات الاوكرانية بهجمات مركزة على شبه جزيرة القرم والبحر الأسود . واللافت نجاح هجوم أوكراني وقع ليلة 26 ديسمبر/كانون الأول، إلى تدمير سفينة الإنزال الروسية الكبيرة "نوفوتشيركاسك" في ميناء فيودوسيا، الذي يضم قاعدة روسية كبرى شرق شبه جزيرة القرم. كان على متن السفينة سبعة وسبعون بحارًا، قُتل 74 منهم في الهجوم.
وسبق لأوكرانيا أن سجلت نقاطا في حوض بونتيك وفي شبه الجزيرة الاستراتيجية، حيث تمكنت منذ بدء الحرب، من تدمير نحو عشرين سفينة من أسطول البحر الأسود، بما في ذلك غواصة وسفينة. وفي نفس الوقت، تكثف القوات الأوكرانية هجماتها ضد الأسطول الروسي الذي تفضله موسكو لنقل معدات الأسلحة منذ أن تعرض جسر كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم لهجومين.
ويبدو فولوديمير زيلينسكي واثقاً من أن شبه جزيرة القرم والبحر الأسود "سيصبحان مركز ثقل جديد للحرب"، حسبما أكد الرئيس الأوكراني، الذي لمح إلى إن عزل شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا في عام 2014، وإضعاف القدرات العسكرية للجيش والأسطول الروسي هناك، من بين الأهداف التي حددتها كييف.
في رد على الهجمات الاوكرانية شنّت موسكو
الهجوم الجوي والصاروخي الكبير في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، وهو الأضخم خلال عامين من الحرب،
وهكذا تحولت عطلة آخر السنة وأولى أيامها إلى أيام حداد في جميع أنحاء أوكرانيا اذ تعرضت عدة مدن مثل أوديسا، خاركيف، لفيف، كييف، لضربات على نطاق غير مسبوق
على ابواب الذكرى السنوية الثانية للحرب، اختفى الحماس في المرحلة الاولى لصالح القلق من المستقبل مع عدم وصول المساعدات الموعودة من الولايات المتحدة وأوروبا
هكذا بينما يفرض "الجنرال شتاء" هدنته ويعقد التقدم البري في الحرب العالية الوتيرة، لكن مع الانسداد السياسي يستعاض خلال هذه المرحلة بحرب المسيرات والقصف الصاروخي عن بعد في لعبة تدميرية من دون افق.