جولة على الصحفِ العربية الصادرة هذا الصباح، مع محمد سيف الدين.
عكاظ السعودية
«غزة» في عالم معطوب أخلاقياً
حمود أبو طالب
يقولُ حمود أبو طالب إن ما يحدُثُ أكثر من طاقةِ أعصابِ الإنسان وعقلِهِ ونفسِهِ وعقلِهِ على الاحتمال. هناكَ آلامٌ مُحتمَلة، وهناك بشاعات لا تدري ما نوع إحساسِكَ بها. شيءٌ أمَرُّ من الألم، وأشنعُ من الوجع، يجتاحُكَ بشكلٍ كاسحٍ ولئيم، لا تدري كيفَ تُصنِّفُهُ، ولا تستطيعَ أن تصِفَهُ.
ويتابع، منذُ أسبوعين، وعلى مدارِ الساعةِ والدقيقةِ والثانية، ونحنُ نقتاتُ على مشاهدِ القتلِ المُمنهجِ في غزة. وبرعايةِ وتمكينِ وتشجيعِ الدولِ الكبرى التي تتشدَّقُ بتأريخِها الطويلِ في الحضارةِ والديموقراطيةِ والعدالةِ وحقوقِ الإنسان.
يضيفُ حمود أبو طالب قائلاً: إنها الدُولُ التي طالما صدَعَتنا نحن في العالمِ العربي، بتأخُّرِنا في مِلفاتِ حقوقِ الإنسان، وتباهَت علينا بإنسانِيَّتِها المزعومة، هي التي تقومُ بدورِ العرّابِ والمُرشدِ والمدرِبِ والمشجعِ والحاميِ، لدولةٍ تُنَفِّذُ واحدةً من أشنعِ مجازرِ التأريخِ ضدَ شعبٍ أعزَل، لا ذنبَ لهُ غيرَ أنَهُ يُريدُ العيشَ في وطنِهِ.
ويتساءَلُ الكاتب، هل سمِعتُم من قبل، عن رئيسِ أقوى دولةٍ في العالم، يتعالى مبنى الأممِ المتحدة في إحدى مدنِها، يَحضُرُ اجتماعَ هيئةِ الحربِ في دولةٍ أُخرى. هذا ما فعلَهُ بايدن، وهذا ما فعلتهُ أميركا، وجعَلَت بقيةَ حلفائِها من الدولِ الأوروبية تنخرِطُ مَعَها في هذا الدعمِ غيرِ المسبوق.
القدس العربي
انسداد أفق الحسم العسكري في فلسطين
سعيد الشهابي
يستغرِبُ سعيد الشهابي في هذا المقال، رفضَ الدولِ الغربية مشروعَ قرارٍ أمميٍ لوقفٍ مؤقتٍ لإطلاقِ النارِ، لإيصالِ مساعداتٍ إغاثيةٍ لأهالي غزة. وفشلَ “قمةِ القاهرة للسلام” في إصدارِ قرارٍ بوقفِ النار، وعدمِ صدورِ بيانٍ ختاميٍ يمثِّلُ المشاركينَ فيها من حكوماتٍ عربيةٍ وأوروبية.
ويقولُ، إنَ من الصعبِ أحياناً تصديقُ ما يحدثُ في عالمٍ يُفتَرَضُ أنَ قِواهُ الكبرى تعملُ لتحقيقِ السلامِ العالمي. ويطرحُ مجموعةً من المعطيات، التي يقولُ إنها تغيبُ عن أذهانِ أصحاب القرار. وفي مقدِمَتها أنَ فِلَسطين أرضٌ محتلة، أُبعِدَ سكانُها الأصليونَ من منازِلِهِم، وأُجبِروا على الفرارِ إلى خارجِ حدودِها، أو تمَّ توطينُهُم في مخيماتٍ ما تزالُ قائمة. ويتابعُ، إن أغلبَ من يَستوطِنُ أرضَ فلسطين اليوم، إنما جاءَ من خارجِ الحدودِ ضمنَ مشروعِ هجرةٍ واسعٍ.
ويضيفُ الكاتب، إن النظرةَ للوضعِ الحالي برغمِ دَمَوِيَّتِهِ، تأخُذُ مساراً آخرَ غيرَ ما تسعى “إسرائيل” وداعموها الغربيون لترويجِهِ. هذا المسارُ يتأسَّسُ على استحالةِ حسمِ الحربِ الحالية. فالقتلُ الجماعيُ الذي تجاوَزَ الحدودَ والمعدَّلاتِ السابقة، لا يُمثِّلُ حلاً للأزمة، ولن يُوَفِّرَ للمحتلينَ ما يبحثونَ عنهُ من أمنٍ واستقرار، ولن يَجتَثَّ أهلَ فِلَسطين من الوجود، بحسبِ الكاتب.
الشرق الأوسط
قرارات على ضفاف الهاوية
غسان شربل
في مقالِهِ هذا، يقولُ غسان شربل، إن الأمينَ العام للأممِ المتحدة أنطونيو غوتيريش يعرِفُ أكثرَ من أيِ شخصٍ آخر، هشاشَةَ المنظمةِ الدُّوليةِ في الوضعِ الراهن. وعجزَها عن اتخاذِ القراراتِ التي يُحَتِّمُها الهدفُ الذي أُنشِئَت من أجلِه. كما يعرِفُ هشاشَة الشرقِ الأوسط، وحروبَهُ التي لا تنتهي. وأنهُ يعيشُ بِلا أيِ صمامِ أمان. وأنهُ قابِلٌ للانزلاقِ نحوَ الهاوية.
ويتابعُ، أن غوتيريش لا يملِكُ سلطةَ منعِ المِنطَقَة من الاندفاعِ نحوَ الهاوية؛ لهذا اختارَ الدورَ الآخرَ للأممِ المُتحدة، وهو تسهيلُ مرورِ الأغذيةِ والخِيامِ والبَطَّانياتِ والضمَّادات.
ويقولُ غسان شربل أيضاً، أن حدثَ السابعِ من أكتوبر، ارتدى طابِعَ الزلزالِ بمسرحِهِ ومُجرياتِهِ وضحاياهُ ورهائِنِه. وقد كَشَفَ هشاشةَ القلعةِ الإسرائيلية. وأن الدولةَ المُسلحة حتى الأسنان، تحتاجُ إلى حضورِ الرئيسِ الأميركي شخصياً، مع بوارِجِهِ لمساعدتِها على التقاطِ أنفاسِها.
ويختِمُ بالقول، إن صماماتِ الأمانِ الدُّوَليةِ والإقليميةِ غائبة. المنطقةُ تُقيمُ على ضفافِ الهاوية. قراراتُ الأيامِ المُقبلة صعبةٌ وباهظة، وهي ستُحدِّدُ ما إذا كانَ الوقتُ قد تأخَرَ لمنعِ الانتقالِ من الضِفافِ إلى قاعِ الهاوية.