فلسطين والسودان من بين المحطات التي توقفت عندها الصحف العربية الصادرة اليوم الإثنين 09 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
كتب محمد أبو الفضل أنّ الحرب التي اندلعت بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل تختلف هذه المرة عن غيرها من الحروب السابقة، مع تزايد أعداد القتلى والأسرى في إسرائيل وما سببته المفاجأة من اهتزاز في الروح المعنوية سيكون من الصعوبة الحديث عن وساطات تقليدية، كما حدث في جولات سابقة، وحسب الكاتب قد تغير هذه الجولة من المعارك في قناعات المجتمع الدولي بشأن العودة إلى العملية السياسية، لأن تكسير عظام السلطة الفلسطينية في رام الله وتفريغ قيادتها من غالبية المضامين السياسية والأمنية منح الفرصة لحركتي حماس والجهاد الإسلاميتين لتحقيق تقدم على حساب حركة فتح التي تتبنى حلا سلميا للقضية الفلسطينية.
ويرى الكاتب أن المجتمع الدولي يخوض اختبارا حادا هذه المرة، لأن تجاهله السنوات الماضية لدعم عملية السلام أحد المكونات المحورية التي قادت إلى النتيجة البائسة الراهنة، والتي يمكن أن تتزايد صعوبتها مع دخول أطراف غير فلسطينية، فالجبهة اللبنانية يمكن أن تنزلق إلى الحرب، وإيران قد تشارك بدرجات متفاوتة عبر وكلاء لها في سوريا. وحسب رأي الكاتب يؤدي صمت المجتمع الدولي أو تجاهله أو تقاعسه نحو ما يجري بين حماس وإسرائيل إلى فتح المجال لسيناريوهات لن تقف عند مستوى وقف الرهانات على مشروعات إقليمية تلعب فيها تل أبيب دورا مهما، لكن سوف تضفي معالم قاتمة أشد خطورة على الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وربما تعيد إليه صبغته العربية الطاغية.
القدس العربي: في كيفية وقف الحرب في السودان
كتب الشفيع خضر سعيد أنّ القوى المدنية والسياسية السودانية هي وحدها المؤهلة لوقف الحرب، واقترح على مجموعات القوى المدنية والسياسية أن تركز على قضايا ومكونات الرؤية والمبادئ بدلا عن هدر الوقت في البحث عن الصيغ والأشكال التنظيمية لكيفية توحد هذه القوى. ويقول الكاتب إن السبب الحقيقي وراء اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا يمكن اختزاله في الخلاف حول الترتيبات العسكرية ومواقيت دمج القوات الثانية في الأولى. فهناك الكثير الذي يجمع بين الطرفين مما يجعل الخلاف بينهما أمرا يمكن معالجته بكل بسهولة. وعلى المستوى العام، أشار الكاتب إلى أن هذه الحرب اندلعت كأحد أشكال تجليات الأزمة العامة المزمنة في البلاد منذ فجر استقلالها، حيث الفشل في إنجاز المهام التأسيسية لبناء دولة ما بعد الاستقلال الوطنية، والفشل في إدارة التنوع.
ولعل الحرب الجارية تجسد دخول السودان فعليا في مسار مرحلة اللادولة حسب الكاتب. فمن ضمن ارتباطاتها وآثارها التدميرية، أن الحريق المشتعل أصلا في البلاد، ازداد اشتعالا في دارفور، مثلما ازداد اشتعاله في ولايات كردفان، وليس بمستبعد أن تتأجج نيرانه غدا في ولايات النيل الأزرق، قبل أن تمتد ألسنته إلى كل أطراف البلاد، وفي جانب آخر منها، فإنها حرب بالوكالة عن أطراف خارجية عينها على أراضي السودان الشاسعة الخصبة ومياهه الوفيرة ومعادنه النفيسة.
ويرى الكاتب أن الحرب في السودان ليست بعيدة عن المواجهة الحادة بين تيارات المدنية الديمقراطية وتيارات الإسلام السياسي، داخل السودان وفي المنطقة، خاصة وأن من ظلوا يحكمون السودان لثلاثة عقود لم يكونوا بعيدين عن هذه التيارات ولاتزال دولتهم العميقة نشطة تحلم بالعودة للسلطة، بل وانتفضت خلاياهم لتشارك بقوة في القتال الدائر. وبغض النظر عن مسببات ودوافع الحرب يعتبر الكاتب أنّها جريمة مكتملة الأركان وتستوجب مساءلة وعقاب كل من أشعلها ويزكي نيرانها وارتكب من خلالها انتهاكات لحقوق الناس والبلاد.
الشرق الأوسط: التحقيقات الأوروبية والحوافز الصينية
كتب عبد الله الردادي أنّ الاتحاد الأوروبي أطلق تحقيقاً حول الحوافز التي تقدمها الحكومة الصينية لمصانع السيارات الكهربائية، ويدّعي الاتحاد الأوروبي أن الصين «تشوّه» السوق بممارسات غير عادلة، أدّت إلى إضعاف المنافسة بين المصنّعين الصينيين وقرنائهم الأوروبيين. ويشير الكاتب إلى أنّ الحصة السوقية للسيارات الصينية (الكهربائية وغيرها) في الأسواق الأوروبية ارتفعت من أقل من 1 في المائة عام 2021 إلى نحو 2.8 في المائة هذا العام. أما السيارات الكهربائية الصينية فقد استحوذت على 8 في المائة من السوق الأوروبية ويعتبر الكاتب أنّ الأوروبيين تعلموا من الدرس السابق في الألواح الشمسية المنتجة للطاقة المتجددة؛ حيث تمكّنت الصين من الهيمنة على هذه السوق، وإخراج كثير من الشركات الأوروبية خارج السوق بفضل أسعارها المنخفضة.
وتتمتع المصانع الصينية بميزات عديدة، منها انخفاض أسعار الطاقة المستخدمة في مصانعها، وانخفاض أسعار اليد العاملة، والتسهيلات التشريعية التي تقدمها الحكومة الصينية. كل ذلك أدى إلى أن تكون تكلفة التصنيع فيها أقل بكثير من مثيلاتها الأوروبية، كما أن الصين لم تعانِ من التضخم كما حصل في أوروبا.ويقول الكاتب إن أوروبا تحذو الآن حذو الولايات المتحدة في سياسة الحماية الاقتصادية التي بدأها الرئيس السابق (ترمب) وامتعض منها بعض الأوروبيين حينها. وقد سبق للغرب محاربة سياسة الإغراق الصينية سابقاً في سلع مثل الحديد والصلب، ولكنهم الآن يحاربونهم في منتجات هم في أمسّ الحاجة إليها بحكم سياساتهم المناخية، وحاجاتهم الاستراتيجية للاستغناء عن الغاز الروسي.