صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وطهران والأمن الغذائي من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء 20 أيلول/سبتمبر 2023.
القدس العربي: واشنطن وطهران: تبادل السجناء خطوة على طريق شديد الوعورة
نقرأ في رأي القدس أنّ غالبية من متابعي الوضعية الراهنة للصلات الرسمية الأمريكية ـ الإيرانية رجّحت أن يكون اتفاق تبادل السجناء الأخير خطوة ملموسة على طريق أي مسارات محتملة حول مستقبل العلاقات بين واشنطن وطهران، وأن يكون التنفيذ الناجح للعملية بمثابة تمهيد إضافي لأشكال التفاوض غير المباشر بين البلدين حول إعادة إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لعام 2015.
الملاحظة الأولى الجديرة بالتمعن حسب كاتب المقال هي أن الدبلوماسية القطرية لعبت الدور الأكثر حيوية في إدارة جلسات التفاوض غير المباشر حول تبادل السجناء الأمريكيين مقابل السجناء الإيرانيين، فضلاً عن رفع التجميد عن 6 مليارات دولار من عائد النفط الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية وتحويلها إلى مصارف قطرية وسيطة تتولى التحقق من إنفاق طهران هذه الأموال على احتياجات إنسانية تشمل الغذاء والدواء.
أما الملاحظة الثانية حسب كاتب المقال هي أن موافقة طهران على إخضاع الأموال المفرج عنها لرقابة متفق عليها بصدد أوجه إنفاقها، تدل من جهةعلى أن العقوبات الأمريكية تثقل بالفعل كاهل الميزانية الإيرانية وتدفع إلى تقديم تنازلات اعتاد تشدد طهران الدبلوماسي على رفضها في الماضي. كما تدل أيضاً على أن حاجة إيران إلى السيولة لتذليل الصعوبات في الميادين الإنسانية هي في الآن ذاته تلبية لمطالب شعبية مشروعة تسببت مراراً في احتجاجات يكون ظاهرها الغذاء والدواء، ومضمونها الأعمق سياسي.
الملاحظة ثالثة هي أن غالبية السجناء المفرج عنهم على الجانبين من حملة الجنسية المزدوجة الإيرانية والأمريكية، وقد يُعقد الأمل على أن التوصل إلى اتفاقية التبادل الأخيرة يمكن أن يطوي جزئياً أو كلياً محنة هذه الشريحة من مواطني البلدين، خاصة وأن الاحتجاز وأحكام السجن تدور حول اتهامات غامضة وعامة مثل التجسس أو تهديد الأمن القومي. تبادل السجناء خطوة أولى إذن، ملموسة وهامة، يمكن أن تفتتح مسارات على طريق طويل شديد الوعورة.
العرب أون لاين: هل تنجح السويداء في قيادة السوريين إلى الخلاص؟
كتب فاضل المناصفة أنّ مدينة السويداء السورية عادت إلى نفس الأجواء التي عاشتها قبل 12 سنة، عندما خرج السوريون مطالبين بالتغيير السياسي ولم تأخذ المطالب الاجتماعية والاقتصادية حينها الأولوية عن المطالب السياسية. ولا يختلف تفكير الحكومة السورية عن غيرها من الحكومات المفلسة، إذ كلما واجهتها مشكلة عالجتها بمشكلة أخرى، مع التطبيل والترويج لها على أنها الحل الأمثل، راحت وسائل الإعلام الحكومية تصور حيلة طباعة الأوراق المالية على أنها قرار شجاع وجريء.
وقد يصعب تصديق حقيقة أن موظف القطاع الحكومي بسوريا يتقاضى راتبا شهريا بالكاد يعادل ثمن علبة سجائر في بريطانيا حسب الكاتب، وأن الحد الأعلى للأجر الشهري في سوريا والبالغ 50 دولارا يعادل أجرة أربعة أيام لعامل يومي في قطاع غزة المحاصر، وأن عدد السوريين المسجلين تحت خط الفقر وفق ما قدرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد بلغ نسبة 90 في المئة من إجمالي عدد الموجودين في سوريا.
تبدو فرص نجاح الحراك في سوريا ضئيلة قياسا بحجم التغيرات الميدانية والسياسية التي حدثت لصالح نظام الحكم خلال السنوات الماضية، ولكن حجم المعاناة الإنسانية وضخامة الكارثة الاقتصادية التي يتكبدها السوريون قد أفرزت مكونات حراك شعبي ربما يكون محدودا إلى حد الآن ولكنه يحمل نفس المطالب والشعارات التي رفعت في ثورة 2011 ومن السابق لأوانه الحكم على حراك السوريين بالفشل في الامتداد إلى دمشق إلا أن كسر حاجز الخوف والرعب كان النقطة الإيجابية التي سجلها الحراك الجديد وخطوة أولى في مسار تغيير طويل.
الشرق الأوسط: الأمم المتحدة والأمن الغذائي
كتب إميل أمين أنّه قبل ساعات من اجتماع رؤساء وزعماء العالم في المبنى الزجاجي للأمم المتحدة، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تقريراً عن حالة الأمن الغذائي في العالم، تبدو أرقام التقرير مفزعة، بل كارثية، فقد ارتفع عدد الذين يعانون الجوع بصورة معتدلة أو شديدة في أرجاء العالم بنحو 745 مليوناً عن إجمالي عدد الجياع في 2015. عطفاً على ذلك، فإن نحو 29.6 في المائة من سكان العالم، أي ما يعادل 2.4 مليار شخص، عانوا انعدام الأمن الغذائي بصورة أو أخرى في عام 2022.
ويشير الكاتب إلى أنّ العالم عرف طريقه لمصطلح الأمن الغذائي عام 1974، وذلك خلال المؤتمر العالمي للغذاء الذي رعته الأمم المتحدة في مقرها في نيويورك، والتعبير يعني توافر وتعزيز إمدادات الغذاء الكافي في كل الأوقات لجميع ساكني الكرة الأرضية، غير أن الكثير من العوامل البشرية، ومن دون إلقاء العبء بصورة مطلقة على قصة التغيرات المناخية، كانت ولا تزال تمثل سبباً رئيسياً في شيوع وذيوع الجوع، واضمحلال معالم الأمن الغذائي عالمياً.
وحسب الكاتب الأمر الآخر المقلق ويسهم بشكل سلبي في زيادة معدلات انعدام الأمن الغذائي، حالياً ومستقبلاً، هو تحول المواد الغذائية إلى نوع من أنواع الأسلحة المعتمدة في الحروب، وأسوأ مثال على ذلك، ما نراه الآن حادثاً من الجانب الروسي، الذي يمنع أوكرانيا من تصدير حبوبها لبقية أرجاء العالم.