يوحي تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للفلسطينيين في جنوب لبنان بأن الصراع على الإمساك بالورقة الفلسطينية سيكون عنوان المرحلة المقبلة، بالتزامن مع السعي الحثيث لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة على ضوء ما أنتجه الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية صينية من تبريد (هدوء) لساحات المواجهات بينهما، وقبله بسنوات الانعطاف الجذري في الصراع العربي الإسرائيلي الناجم عن اتفاقات ابراهام.
إن هذه الاتفاقات أطلقت عمليا مسار التطبيع بين العرب وإسرائيل ولكن أطراف محور الممانعة لم يستقلوا قطار المصالحة وبدأوا يهيؤون ساحات جديدة للصراع بعدما بردت(هدأت) ساحات الصراع بين ايران والمملكة العربية السعودية.
لم يعد اليمن ملف صراع ساخن وبقي ملف الصراع مع اسرائيل مفتوحا ، فاندفعت اطرافه الى محاولة الامساك بالورقة الفلسطينية سعيا لاستخدامها في المكان والزمان الذين يحددهما هذا الطرف أو ذاك .
من هنا تدخل الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة في إطار الصراع بين فتح من جهة وحركتي حماس والجهاد من جهة أخرى مدعومتين من منظمات ومن دول واحزاب مؤيدة وفي الطليعة ايران وحزب الله .
لا يخفى هنا سعي تركيا لبسط نفوذها على المنظمات الفلسطينية ذات التوجه الإسلامي.
من الطبيعي ان تكون إسرائيل الطرف الاخر الساعي للامساك بالورقة الفلسطينية . اما الأطراف الدوليين مثل الولايات المتحدة وروسيا فهم غير بعيدين عن الملف.
في خضم المعركة للامساك بالورقة الفلسطينية تصبح المواجهات المتجددة فى مخيمات اللاجئين في لبنان اداة من ادوات الصراع على خلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبالتالي تحديد مسار القضية الفلسطينية ومستقبلها .