تقول إنها ضد العلاقات الجنسية الرضائية لأنها تخالف تعاليم الدين.
وإنها ضد الحق في عدم الصيام في رمضان والإعلان عن ذلك، لأن المجتمع إسلامي ويجب أن يصوم الجميع.
وإنها ترفض حقوق المثليين لأن ذلك مخالف للفطرة والدين.
من حقها طبعا أن تلتزم بتعاليم الدين. لكن، بالمقابل، فليس من حقها أن تفرض تدينها وقناعاتها على باقي مكونات المجتمع.
بعبارة أخرى، من حقك عزيزي أن تكون متدينا، ومن حقك عزيزتي أن تقومي باختياراتك الحياتية بناء على قناعاتك الدينية الخاصة.
من حق أي شخص أن يتبنى مواقف معينة وقناعات تخصه وأن يعتمد هذه المواقف والآراء والقناعات في تحديد مختلف القرارات الخاصة بحياته. بالمقابل، فليس من حقه أن يعتمد هذه المواقف والقناعات والآراء في تحديد قرارات وتفاصيل وحياة الآخرين.
من حقك أن ترفض أن تكون لك علاقات جنسية خارج الزواج لأن هذا يخالف قناعاتك الدينية، لكن ليس من حقك أن تفرض هذا على غيرك لأن قناعاتهم ربما مختلفة.
من حقك أن تصوم رمضان وتصلي وتتعامل في كل تفاصيل حياتك حسب قناعاتك الدينية. لكنك، حين ترغب في أن تفرض هذه القناعات على غيرك، فأنت تمارس فاشية دينية.
التدين حق... لكنه ليس واجبا. تستطيع أن تُسَير تفاصيل حياتك حسب تعاليم دينكَ وتستطيعين أن ترفضي ممارسات معينة لأنها لا توافق تعاليم دينكِ... لكنك لا تستطيع أن تفرض هذ القناعات على غيرك ولا تستطيعين أن تفرضي تصورك للدين وللعالم على غيرك.
حين يأكل أحد بحضورك في رمضان فهو لا يفرض عليك عدم الصيام. هو يمارس حقه في عدم الصيام ويترك لك حقك الكامل في الصيام.
حين تمارس سيدة الجنس خارج الزواج فهي لا تفرض عليكِ نفس الشيء ما دمت تختارين العكس في حياتك. هي تمارس حريتها.
حين يعلن شخص عن مثليته فهو لا يفرض عليك العلاقات المثلية، هو يعيش حريته...
قناعاتك هي اختيارك وحريتك... حين تريد أن تفرضها على غيرك، فأنت تقيد حريتهم!
كذلك، فدور القانون أن ينظم الحياة المشتركة بين الأفراد لا أن يحرس تدينهم أو عدم تدينهم.
دور القانون أن يحمي المواطنات والمواطنين من الاستغلال والعنف والظلم، لا أن يراقب قناعاتهم حسب تصور معين للأخلاق والتدين.
دور القانون هو حماية حقوق الجميع... لا إدخالهم للجنة!