يطوي لبنان آخر شهر تموز - يوليو الحالي صفحة رياض سلامة، أحد اطول حكام المصارف المركزية عهداً في العالم ،بعدما شغل منصبه منذ عام 1993، وشهدت ولايته الخامسة التي بدأت في 2017 انهيار النقد الوطني والاقتصاد . في بدايات عمله نال سلامة جوائز عالمية ولكنه منذ حوالي العام 2000 اصبح عملياً رأس جبل الجليد للطبقة سياسية ولمنظومة المحاصصة الطائفية وللمستفيدين من المصرفيين وغيرهم من الذين أهدروا ونهبوا المال العام.
ينهي رياض سلامة ولاياته ممنوعاً من السفر من لبنان بعد ان صدرت مذكرتا توقيف فرنسية والمانية بحقه للاشتباه في اصول امواله وممتلكاته في اوروبا . هكذا انتهى الذي تصور نفسه مايسترو الحفاظ على الليرة وناظم التوازنات المالية ، وهو يترك المسرح من دون تعيين خلفه ، فيما البلاد تعاني من شغور في سدّة الرئاسة الأولى ومُدارة من قبل حكومة تصريف أعمال محدودة الصلاحيات.
هكذا مع الفراغ في قصر بعبدا، يتواصل افراغ البلد من قيادة مؤسساته الواحدة تلو الأخرى وكأن انحلال الدولة والادارة والقضاء اصبح امراً حتمياً لا مناص منه .
ليس من الواضح ماذا سيسجل التاريخ لاحقا ، بالطبع ليس رياض سلامة لوحده سبب الانهيار، وليس هو في نفس الوقت ملاكاً. واذا كان البعض يركز على تقديمه بمثابة كبش فداء لان ذلك يضيع المسؤوليات حول سقوط النقد الوطني وتضييع اموال المودعين . ومن دون شك مسؤولية الدولة هي الاساسية ممثلة بادواتها التنفيذية وهناك ايضا مسؤوليات السياسيين المتورطين وكذلك بعض اصحاب المصارف ومجمل النافذين .
اضاع رياض سلامة استقلال المصرف المركزي عن اللعبة السياسية ، وسيكون السؤال الابرز حول استمرار او عدم استمرار نهجه مع نواب الحاكم الذين عرضوا استقالاتهم فعلياً او مناورةً . وسيجد نائب الحاكم الاول وسيم منصوري ملزما في مطلق الاحوال بتسيير المرفق العام مع زملائه.
على الارجح، لن تحصل بعد انتهاء ولاية سلامة تغييرات جذرية على صعيد السياسة النقدية وذلك إلى حين إعادة تفعيل المؤسسات العامة، وإتمام الاستحقاقات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وتعيين حاكم أصيل لمصرف لبنان، وإتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
كذلك الأمر بالنسبة إلى منصة صيرفة.
ويتناقض رأي الخبراء حول سعر الصرف في السوق السوداء اذ يعتقد بعضهم ان السعر لن يتغير، بالرغم من ازدياد حجم الطلب على الليرة في السوق السوداء. لكن هناك من يخشى ان يتم استغلال المرحلة الانتقالية عبر المضاربة مما سيجعل السعر عرضة للتقلبات
تماما كما وضع لبنان المتأرجح