قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور بونداريف، في العاشر من يوليو ، إن تركيا “تتحول إلى دولة غير صديقة بعد اتخاذها سلسلة من القرارات الاستفزازية”. يأتي ذلك بعد اعلان الرئيس رجب طيب أردوغان عن تأييد محاولة أوكرانيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وإطلاق سراح قادة كتيبة أزوف الأوكرانية التي دافعت عن ماريوبول . وزاد الحذر بين موسكو وانقرة بعد قمة حلف الناتو الاخيرة وبروز تقارب بين الرئيسين الاميركي والتركي الى حد ان اردوغان تمنى علناً ان يجدد الامريكيون ولاية جو بايدن . ومما لا شك فيه ان قمة حلف شمال الاطلسي شكلت قوة دفع جديدة للعلاقات بين أنقرة وواشنطن، وحافزا لانتظام وتدعيم علاقات انقرة مع بروكسيل عاصمة الاتحاد الاوروبي .
من ناحية التسلسل الزمني لتطور العلاقات التركية - الاميركية والتركية - الاوروبية ، كانت واشنطن والاتحاد الاوروبي يراهنان على زوال فيتو انقرة على انضمام السويد للناتو بعد الانتخابات التركية واعادة انتخاب اردوغان. لكن " السلطان الجديد" اتقن الاطالة والمساومة في اللحظة الاخيرة بغرض حصد اكبر قدر من المكاسب . وهذا من صميم " الاردوغانية" التي يمكن تصنيفها بظاهرة سياسية تجمع البراغماتيّة والشعبويّة الخِطابيّة، مع مزيج من الإسلام السّياسي المحافظ والليبرالي مع القومية التركية . وفي نهاية المطاف ، منح اردوغان موافقته على انضِمام السويد إلى حِلف شِمال الأطلسي بعد تحقيقه مُعظم مطالبه وأبرزها عدم توفير الحِماية للمُعارضين الأكراد، ومُوافقة الولايات المتحدة في شخص رئيسها جو بايدن على رفع الحظر عن حُصول تركيا على صفقة طائرات “إف 16” وقيمتها 20 مِليار دولار، وإعادة تحديث سِلاح الجو التركي، ورفع الحِصار الاقتِصاديّ الاستِثماريّ عن تركيا. بإلإضافة للجائزة الكبرى، حصلت انقرة على تأييد علني اميركي واطلسي لطلب انضمامها الى الاتحاد الاوروبي
نتج عن قمة الناتو الاخيرة تعزيز العلاقة التركية مع القوى الغربية الرئيسة ، وانخراط انقرة في خطط الدفاع الاقليمي التي اعتمدتها القمة، بما فيها خطة البحر الاسود الذي يعد ميدان تنازع جيوسياسي حيوي بين روسيا وتركيا في المقام الاول . وكل هذه التطورات التي كرست انعطافة تركية قابلها الجانب الروسي بالاستنكار واتهام انقرة بممارسة الطعن بالظهر . على الارجح لن يستمر موقف رجب طيب اردوغان على نفس مستوى التناغم مع الغرب، ومن الممكن اذا نال بعض المكاسب من سيد الكرملين في تمديد " اتفاق الحبوب" او على الساحة السورية ، ان يعود لسياسة اكثر توازنها والى رقصة عَلى الجبل المشدود يتقنها تماماً