يَ رفاق مهما اعتراكم الحزن وتكالبت عليكم الظروف والحياة وتعددت الأسباب، لاتتوقفوا -فجأة- عن كونكم صديق لأحدٍ ما، ذاك الصديق البائِس الذي يضجّ في رأسه ألف تساؤل وشعور عن كونه -لم يكن كافيًا أو مُمِلًا أو أخطأ في حقّكم- بينما في حقيقة الأمر أنتم غارقين في بحر التجاوز والرّكض في البحث عن مهرب، كونوا بالغي الوضوح في علاقاتكم وبالأخص تلك العلاقات المقرّبة، كونوا واضحين في إعطاء الأسباب الممكنة، لا أحد يستحق أن يأوي إلى فراشه وتساؤل "هل كان التخلّي عني سهلًا إلى هذا الحد؟" يخنقه كل ليلة دون أن تربِت عليه الأسباب، وتُريبه فكرة أنّه لم يكن كافيًا ليسدّ فراغًا ما بداخلكم، وكل ما تلقّاه أن يُترك هكذا في منتصف الطّريق بلا وجهه