logo
episode-header-image
Jun 2023
2m 55s

رهانات زيارة الوفد الأوروبي لتونس

مونت كارلو الدولية / MCD
About this episode

في أقل من أسبوع، تزور اليوم الأحد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تونس مصحوبة هذه المرة بوفد أوروبي رفيع المستوى لمحاولة حلحلة الوضع في ملفين حارقين هما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ثم موضوع الهجرة غير النظامية.

وربما كان ملف قرض صندوق النقد هو الأهم سواء بالنسبة للسلطات التونسية أو بالنسبة لإيطاليا والأوروبيين. غير أن المشكل الأساسي يبقى مدى القدرة على إقناع الرئيس التونسي قيس سعيد بقبول الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد وهو الرهان الأساسي لهذه الزيارة.

من وجهة نظر إيطالية أولا، ثم أوروبية ثانيا، يبقى الملف الأساسي هو ملف الهجرة غير النظامية خاصة مع حلول فصل الصيف الذي يساعد على الإبحار باتجاه الشواطئ الإيطالية. لكن التخوف الأكبر لدى الإيطاليين والأوروبيين يتمثل في الوضع الحرج للمالية العمومية. فمن الواضح أن ميزانية الدولة التونسية للسنة الحالية تعاني من قلة السيولة أمام ضغط تسديد الديون الخارجية وأمام فقدان المواد الأساسية من الأسواق. وكل الخوف الإيطالي الأوروبي هو من انهيار الميزانية العمومية التونسية وما يمكن أن تؤدي إليه من توترات اجتماعية وسياسية قد تفتح أبواب الهجرة على مصراعيها. من هنا يأتي حرص ميلوني على إقناع الرئيس التونسي على القبول بالإصلاحات التي يوصي بها صندوق النقد الدولي كي يُفتح المجال للقروض الثنائية ويتوارى شبح الانهيار المالي. في هذا الإطار، يبدو أن رئيسة الوزراء الإيطالية أتت بوعود أوروبية لمساعدة تونس في حالة قبول الرئيس قيس سعيد بالإصلاحات وليس للعب دور الوساطة مع صندوق النقد.

في المقابل، يرفض قيس سعيد ما يسميه بشروط صندوق النقد ويريد الحصول على القرض المبدئي ب 1.9 مليون دولار دون رفع الدعم أو التخفيض في كتلة الأجور في الوظيفة العمومية. وهو يستعمل ورقة الهجرة للضغط على الطرف الأوروبي كي يتدخل في هذا الاتجاه. إذ يجد الرئيس التونسي نفسه في وضع حرج تجاه التونسيين. فبعد فشل بدائله السياسية من استفتاء على الدستور إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة من حيث نسب المشاركة التي كانت متدنية، يخشى قيس سعيد من استفحال الوضع الاجتماعي بسبب غلاء الأسعار وندرة المواد الأساسية في الأسواق خاصة قبل سنة من الانتخابات الرئاسية. وما رفضه لهذه الإصلاحات إلا لخوفه من أن تؤدي إلى انهيار شعبيته نظرا لتكلفتها الاجتماعية الباهظة.

فالواضح إذن أن ملف علاقة تونس بصندوق النقد الدولي هو سياسي بالأساس سواء للطرف التونسي أو الأوروبي وليس اقتصاديا بالدرجة الأولي. ففي حين يربطه قيس سعيد بمستقبله السياسي، تربطه أوروبا بملف الهجرة.

 

Up next
Today
اجتماعات ثلاثية سورية–كردية–أميركية لدفع تنفيذ الاتفاق بين الشرع و"قسد"
‏اجتماعات ثلاثية، سورية - كردية- أميركي، للدفع نحو تطبيق اتفاق العاشر من آذار/ مارس الماضي بين الرئيس السوري وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" خصوصاً في الجوانب الأمنية ومكافحة تنظيم "الدولة". 
2m 36s
Yesterday
اتفاق غزة قد يبصر النور نهاية هذا الأسبوع في ظل تفاهمات ترامب ونتنياهو
‏اتفاق غزة قد يولد في نهاية هذا الأسبوع في ضوء تفاهمات ترامب - نتنياهو حول ما بعد الحرب واتفاقيات التطبيع ومصير الازمة مع ايران رغم اختلاف رؤيتيهما للتعامل معها. 
2m 42s
Jul 8
ما أسباب إلغاء الولايات المتحدة التصنيف الإرهابي لـ"هيئة تحرير الشام"؟
‏الولايات المتحدة تلغي التصنيف الإرهابي لـ"هيئة تحرير الشام" لتسهيل التعاون مع الحكم في دمشق وتسريع عودة سوريا الى النظام المالي الدولي. 
2m 48s
Recommended Episodes
Jul 2023
أي حل لأزمة الهجرة في تونس؟
‏ازدادت أوضاع المهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء في تونس تدهورا بعد احتقان الوضع في مدينة صفاقس خلال الأسبوع المنقضي. فقد تمت مهاجمة عديد مساكن هؤلاء من طرف مواطنين من المدينة واندلعت أحداث عنف خطيرة بين الطرفين. وقد سبق هذه الأحداث عمليات حشد إعلامي ضد المهاجرين من طرف بعض ... Show More
2m 44s
Mar 2023
الحلول في تونس لا تأتي من واشنطن..أوروبا أولى بالرهان
‏تداعيات الأزمة السياسية في إسرائيل على منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى أزمة البنوك التي قد تعصف بالدول الأوروبية، والوضع الاقتصادي التونسي المرهون بالاستثمار الأمريكي والدعم الأوروبي من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية اليوم 29 مارس /آذار 2023.  مراهنات نتنياهو وعطب دولة ا ... Show More
5m 20s
Aug 2023
رئاسة حكومة جديدة في تونس: أية رهانات؟
‏قام الرئيس التونسي قيس سعيد بداية الأسبوع المنقضي بإعفاء رئيسة الحكومة نجلاء بودن وتعيين أحمد حشاني بدلا عنها. وبالرغم من أن تغيير السيدة بودن كان منتظرا منذ مدة، بسبب الوضع الاقتصادي والمالي وبسبب الحملة التي شنها عليها مساندو الرئيس، إلا أن اسم رئيس الحكومة البديل مثل مفاجئة ل ... Show More
2m 50s
Oct 2021
هل تتجه تونس إلى الإفلاس؟
‏الوقت ينفذ أمام الرئيس التونسي قيس سعيد وحكومة نجلاء بودن، فيما تحتاج تونس إلى ما لا يقل عن 3 مليار دولار قبل نهاية العام وسط أزمة مالية خانقة، وفق مراقبين. وزاد الوضع الاقتصادي سوءا، تأخر أصدقاء تونس وأشقائها في تقديم الدعم المالي، قبل أن يزيد الضغط الخارجي الطين بلة عندما اشتر ... Show More
23m 33s
Nov 2020
هل من خيارات بديلة لمواجهة إنهيار اقتصاد تونس بدلاً عن قانون المالية التكميلي لسنة 2021؟
‏راديو الآن | دبي الإمارات العربية المتحدة  دعوات لسحب قانون المالية التكميلي، و محافظ البنك المركزي التونسي يدق ناقوس الخطر ما مصير الإستقرار المالي في تونس بعد المصادقة على قانون المالية التكميلي الذي ينبئ بأزمة جديدة في تونس، هذا هو المشكل المطروح في تونس منذ مدة. الحكومة التو ... Show More
20m 10s