أوضح حذيفة فريد الإعلامي والمحلل الاستراتيجي الباكستاني في حديثه إلى رانيا أيوب على مونت كارلو الدولية أسباب وتداعيات القبض على رئيس الوزراء الأسبق عمران خان وعن حظوظه في المشاركة في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر القادمة.
إعداد رانيا أيوب
وبسؤاله عن أسباب القبض على عمران خان، ذكّر حذيفة فريد أن الاعتقال هذه المرة يخص قضية فساد وإساءة استخدام السلطة وتضارب في المصالح، موضحاً أن الجيش الباكستاني أصدر بياناً أعلن فيه بأنه سيتخذ الإجراءات القانونية وبأنه يتحفظ على الاتهامات التي وجهها خان على مدار العام المنصرم للجيش الباكستاني بمحاولة اغتياله.
وعن تداعيات اعتقال عمران خان، قال حذيفة فريد إن الشوارع في باكستان مشتعلة وهناك اقتحام لمقرات الجيش الباكستاني في مختلف المناطق الباكستانية خصوصا في لاهور، بالإضافة إلى احراق مجسمات للأسلحة الباكستانية من بينها مجسم لطائرة حربية، مضيفاً بأن هناك غضب عارم لدى أنصار عمران خان الذين يتهمون المؤسسة العسكرية بالوقوف وراء اعتقاله.
أما فيما يخص حظوظ عمران خان في المشاركة بالانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر /تشرين الثاني، فاعتبر حذيفة فريد بأنها لا تزال قائمة، لا بل أن هذه الإجراءات قد تزيد من شعبية عمران خان أكثر. فطريقة اعتقاله، بحسب ما يراه حذيفة، كانت "مهينة" لرئيس وزراء باكستاني سابق يحظى بشعبية لا مثيل لها في باكستان. وذهب الإعلامي والباحث الاستراتيجي الباكستاني في حديثه إلى درجة توقع انتصار عمران خان لو لم تكن هذه الاتهامات الموجهة إليه موجودة، ولما كان لو كان بمقدور أحد مواجهة عمران. لكن في ظل الظروف الحالية، وفي انتظار كلمة القضاء الباكستاني وحكمه على القضايا المنظورة ضد عمران خان، فإن أكثر من مئتي قضية كفيلة بإظهاره غير مؤهل للاشتراك في الانتخابات القادمة، وهو ما سوف يضر بالمشهد السياسي الباكستاني، وفق قول حذيفة فريد.
وفي حديثه عن السيناريوهات المتعلقة بمصير حزب عمران خان، لم يستبعد حذيفة فريد حظر "حركة الانصاف" بعد قيام أنصار الحزب بالاعتداء على المقرات العسكرية الباكستانية والتسبب في الاخلال بالأمن الداخلي للبلاد، وهذا ما يتوقعه أيضاً المحللون السياسيون في باكستان.
ولفت حذيفة فريد إلى نقطة هامة متعلقة بالإعلان عن تطبيق المادة 144 والقاضية بإنزال قوات "الرينجرز" شبه العسكرية الى إقليم البنجاب. وهذه المادة تقضي بحظر تجمع أكثر من أربعة أشخاص والا سوف يتم اعتقالهم. وختم حذيفة بقوله إن الأيام والساعات القادمة سوف تكون حاسمة ومثيرة جدا في المشهد السياسي الباكستاني.