تميز الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن والمرشح لاعادة انتخابه منذ بداية ولايته الاولى بالعداء والألفاظ العنيفة ضد غريمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحينها وصف بايدن بوتين ب" القاتل" .وبالرغم من لقاء قمة عادي بين الرئيسين، تحولت العلاقة السلبية إلى صراع مفتوح منذ الحرب الاوكرانية التي تدخل عامها الثالث والتي حشد فيها بايدن كل الغرب في محاولة احتواء روسيا والتي نجح بوتين حتى الآن في الدفاع وحصد مكاسب في العام ٢٠٢٣ وبدايات عام ٢٠٢٤، وخوف الرئيس زيلينسكي من مخاطر التخلي الغربي.
وسرعان ما تحول الرئيس فلاديمير بوتين في الايام الأخيرة إلى مادة سجال بين المرشحين اللدودين دونالد ترامب وجو بايدن ، بعد اشادات ترامب بالقيصر الجديد ولعب بوتين على الوتر الحساس عبر القول الأقرب إلى الزعم انه يفضل استمرار بايدن في البيت الأبيض. لكن الرئيس الديمقراطي انتهز فرصة تجمع انتخابي ليطلق العنان في هجوم جديد قال فيه : "لدينا مجنون مثل هذا الرجل، بوتين، وآخرين غيره، حيث علينا دائماً أن نخشى من اندلاع نزاع نووي، لكن التهديد الوجودي للبشرية هو المناخ»، ويأتي استخدام بايدن هذه النعوت القوية بحق بوتين في أعقاب مناسبات أخرى وصفه فيها بأنه «سفاح» و«مجرم حرب»، خصوصاً بعد اجتياح قواته أوكرانيا. وفي رد سريع سخر بوتين من تصريحات بايدن «الوقحة»، وقال إنه لا يزال يفضّله على الرئيس السابق دونالد ترمب. لكن الجواب الفعلي اتى على لسان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي قال إن الكلمات التي تفوّه بها بايدن «عار كبير على البلد بنفسه (...) على الولايات المتحدة». وأضاف أنه «من المخزي أن يستخدم رئيس ما هذا النوع من الكلام ومن الواضح أن السيد بايدن يظهر سلوكاً على طراز رعاة البقر في هوليوود، لخدمة المصالح السياسية الداخلية».
ولم ينحصر التوتر بالهجمات الكلامية، بل اعلن بايدن عن حزمة عقوبات صارمة جديدة ضد روسيا بسبب وفاة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني في السجن.
وتعترف مصادر دبلوماسية من الطرفين انها لا تتذكر وقتا كانت فيه العلاقات بين أكبر قوتين نوويتين في العالم أسوأ من اليوم، حتى خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. والأدهى إذا تحول السجال المتفجر يوماً إلى مزيد من الحروب .
وما يزيد من المخاوف حيال النوايا الروسية ما حذر منه اخيراً نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الذي اعتبر أن أي محاولة لإعادة روسيا إلى حدود عام ١٩٩١، ستضطرها لاستخدام ترسانتها الاستراتيجية النووية وضرب كييف وبرلين ولندن وواشنطن.