من مزَّقَ أجنحةَ الملائكة.. فأسقطهم من السماء من رَمى بنورهم في مَنفى الذاكرة.. ...لأنهم رفضوا الانحناء من أشعلَ النارَ في قلوبِ الطيبين ومن لوثَ أرواحَ الأنقياء من شوّهَ وجوهَ الحمائمِ الجميلة ومن أحلَ سفكَ الدماء من أطفأ الشمسَ ذهبيةَ اللون.. فجمدنا صقيعُ الشتاء عمَ الظلامُ هذا الكونَ من وإلى! وباتَ الليلُ مُلتقى الجُبناء! كلُ هزائمنا كانتْ من أقربِ أحبائنا ولم تكنْ يوماً من الأعداء أُعدمَ ذاكَ البريقُ في وجوهنا ظلما وباتت العيونُ قاتمةً سوداء فنرتدي قناعَ السعادةِ في الصباح ونبللُ وسادتنا في المساء كلُ عباراتِ الاعتذارِ لن تعيدَ شيئا ولن تكونَ حتى لدائنا دواء احترقتْ قلوبنا كما يَحترقُ الحطب وكتمتْ فينا أصواتُ البكاء إن الأمواتَ استيقظوا من قبورهم ومتنا بالمقابلِ نحنُ الأحياء من مزَّقَ أجنحةَ الملائكة.. فأسقطهم من السماء"