كافيه شو الفنانة العراقية رنا بندر، صاحبة شواكه جاليري في قلب بغداد، أكدت في حديثها أنّ الفن في العراق ليس رفاهية، بل ضرورة ملحّة لإعادة بناء الذاكرة الجمعية ولخلق خطاب ثقافي معاصر يواكب تحولات المجتمع. وتحدثت عن تجربتها الفنية التي انطلقت من فن المنمنمات الدقيقة، وكيف قررت أن تنقل هذا الفن من فضاء اللوحة الصغيرة إلى فضاء الشارع عبر جداريات ضخمة بالتعاون مع منظمات ثقافية وإنسانية، معتبرة أن الفن في الشارع فعل مقاومة ووسيلة لإعادة الجمال إلى الحياة اليومية للعراقيين.
وأشارت رنا بندر إلى أنّ عودتها من أميركا إلى بغداد لم تكن سهلة، لكنها كانت مدفوعة برغبة قوية في المساهمة بإحياء المشهد الفني المحلي، وفي فتح مساحة تتيح للشباب والفنانين العراقيين التعبير عن أنفسهم بحرية. وأكدت أن شواكه جاليري ليس مجرد قاعة عرض، بل مشروع ثقافي متكامل يسعى إلى إعادة وصل ما انقطع بين التراث والحداثة، وبين الفنان والجمهور، وبين بغداد والعالم.
كما شددت على أنّ التحديات الاقتصادية والأمنية لم تمنع العراقيين من شغفهم بالفن، وأن هناك اليوم جيلاً جديداً من الفنانين يسعى لإعادة إحياء روح بغداد الثقافية والفنية. واعتبرت أنّ دور المرأة أساسي في هذه العملية، مؤكدة أنّ الجاليري سيفتح أبوابه دائمًا للأصوات الشابة والنسائية وللأعمال التي تحمل رؤية نقدية وإنسانية.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن الفن قادر على أن يكون جسرًا للسلام الداخلي ولإعادة الأمل، وأن بغداد، رغم كل ما مرت به، ما زالت قادرة على النهوض من جديد من خلال الإبداع والفن