في لقاء خاص مع برنامج كافيه شو، تحدّث المخرج المصري الكبير يسري نصر الله عن رؤيته للسينما كفعل إنساني قبل أن تكون موقفًا سياسيًا، مشددًا على أن السينما ليست مجرد وسيلة لتوثيق الدمار، بل هي نافذة على الإنسان الذي يحاول أن يعيش، أن يحب، أن يصمد.
قال نصر الله: “السينما لا تُظهر فقط القتل والمأساة، بل تُظهر ما يفعله الناس من أجل البقاء. ما يهمني هو الإنسان في قلب الحدث، لا الحدث بحد ذاته، في إشارة إلى تركيزه الدائم على الشخصيات الحية والمعقدة التي تعيش تحت وطأة التاريخ والسياسة.
وفي حديثه عن غزة، وصف ما يحدث هناك بأنه كارثة إنسانية، قائلاً إن الفن مسؤول عن إبقاء القضايا حية في الضمير، لكنه عاد ليؤكد أن أعماله تذهب أبعد من السياسة، مضيفًا: أنا لا أقدّم أفلامًا سياسية، أنا أقدّم أفلامًا عن الناس الذين يعيشون في قلب هذا الواقع .
وتوقف نصر الله عند صورة العرب في السينما الغربية، مشيرًا إلى جهل الغرب بالثقافات العربية:
“السينما الغربية لا تعرفنا جيدًا، وغالبًا ما تُختزل صورة العربي في أنماط نمطية؛ كأن يكون مجرد شخصية تعيش في الصحراء وترتبط بالعنف أو الغرابة. لو عرفوا حضارتنا، ربما كان تغيّر شيء من تعاملهم معنا
عن نفسه قال: أنا شاهد على عصري، مؤكدًا أن السينما هي شهادة على الحياة التي عايشها، وهي محاولته لفهم الواقع لا لتفسيره أو تبسيطه. وقال: لا أدّعي امتلاك الحقيقة، لكنني أُحاول أن أكون صادقًا مع اللحظة.
وفي حديثه عن الرقابة، عبّر عن قلقه من واقع السينما المصرية اليوم، مشيرًا إلى أن بعض أفلامه مُنعت رغم حصولها على تراخيص، واصفًا الصناعة بأنها مريضة
لكنه في الوقت نفسه عبّر عن تفاؤله بجيل جديد من السينمائيين الذين يصرّون على العمل والإبداع رغم القيود.
ورغم التحديات، يظل الشغف محرّكه الأول، كما قال إذا فقد المخرج إحساسه بأنه يصنع شيئًا جميلاً، فليتوقف فورًا. السينما لا تُصنع بالتعب، بل بالرغبة والفرح