شهد جبل حسن الذي تسكنه اغلبية علوية، شمال مدينة طرابلس اللبناني حركة نزوح كثيفة لعائلات سورية، معظمها من الساحل السوري والطائفة العلوية وذلك ، بعد محاولة الانقلاب التي أعلنت عنها الحكومة السورية في آذار الماضي، في تلك المناطق والأحداث العنيفة والاعمال الانتقامية التي ارتكبت بحق المدنيين هناك والقلق الذي خيّم على الحاضنة الشعبية التي تعتبر مؤيدة للرئيس السابق بشار الاسد.
وعبر الآلاف عبر المعابر غير الشرعية على الحدود الشمالية، وعبر مجرى نهر الكبير الذي يفصل سوريا عن منطقة عكار اللبنانية. ويعيشون أوضاعا إنسانية متدهورة ومخاوف متزايدة لعدم ثقتهم بتوافر الأمن في ظل وجود الحكومة السورية الجديدة .
قاعات جبل محسن تحوّلت إلى ملاجئ مؤقتة عشرات العائلات والأطفال والنساء يفترشون الأرض، في ظل غياب ابسط مقومات الحياة اليومية وقد وصل عدد الوافدين الجدد إلى ثلاثين الفا، كما يقول ابو محمد عبر مونت كارلو الدولية.
يسود الجبل حالة من القلق والترقّب. فكثير من سكانه لديهم أقارب بين الضحايا أو المفقودين في سوريا. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة يتخوّف الأهالي من احتمال انتقال الفتنة إلى الداخل اللبناني. إذ يشهد لبنان ايضا اصطفافات سياسية موازية، إلا أن الجهود الأمنية والاجتماعية نجحت في منع أي انفلات حتى اللحظة، اذ ينفذ الجيش اللبناني دوريات مكثفة في الاحياء، بالتنسيق مع قيادات المجتمع المحلي.
ويطالب المتحدث باسم المجلس الاسلامي العلوي بشار الحلبي عبر مونت كارلو الدولية حماية النازحين في حال تأزمت الاوضاع اكثر كي يصبح وجودهم شرعيا.
وفي محاولة لاستيعاب الأزمة، بدأت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين السوريين، بالتعاون مع السلطات اللبنانية، كما كاريتاس بتوزيع المساعدات العاجلة التي تشمل الفرش، والبطانيات، والمواد الغذائية، والملابس الشتوية. كما يجري العمل على تأهيل ملاجئ وتوفير خدمات صحية عاجلة، بما فيها اللقاحات والاستشارات النفسية إضافة إلى المبادرات الأهلية.
بين مشاهد النزوح ورغبة اللبنانيين في حماية الاستقرار في مناطقهم يمر جبل محسن باختبار جديد، والأمل يبقى بأن تساهم الجهود المحلية والدولية في ايجاد حلول لهذه المشكلة الإنسانية.