في مرسيليا، المدينة المتوسطية التي تعبرها ثقافات البحر وتختزن طبقات من التاريخ، يحتضن متحف الفن المعاصر معرضًا للفنان اللبناني علي شرّي بعنوان "الساهرون – Les Veilleurs". معرضٌ يستكشف العلاقة بين الفن والذاكرة، وبين الحاضر وآثار الحضارات التي مرّت وخلّفت رمادها على ضفاف المتوسط.
تستند فكرة المعرض إلى أربعة تماثيل "توتيمات" أنجزها شرّي عام 2020 ضمن مشروع فني مستلهم من عناصر الطبيعة الأربعة: النار، الماء، الهواء، والأرض. تماثيل تشبه شواهد من زمن غابر، لكنّها أيضًا كائنات حارسة، تراقب، تسهر، وتحمل في تكوينها إشارات تجريدية وروحية تُحاكي الإنسان والطبيعة والعالم.
بعد عرض أول في مرسيليا، اقتنت متاحف المدينة توتيمي النار والماء، ليشكّلا اليوم نواة هذا المعرض الجديد الذي يُعدّ امتدادًا لتأملات علي شرّي في الأثر والأنقاض والهوية. أعماله لا تكتفي بإعادة تشكيل الماضي، بل تطرحه كمرآة للحاضر وأسئلته.
في هذه الفقرة الخاصة، تجري ميشا خليل حوارًا مع ستيفاني إيرو، مديرة متحف الفن المعاصر في مرسيليا، حول المعرض، وخصوصية المشروع الفني لعلي شرّي، الذي يقيم منذ سنوات بين بيروت وباريس، ويحمل في فنه همًّا بحثيًا بصريًا يتقاطع فيه التاريخ، والأنثروبولوجيا، والسياسة، والبيئة.