تداعيات الحرب بين إسرائيل وإيران على الأوضاع الداخلية في كلا البلدين،إضافة إلى دور دول الخليج في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية الصادرة اليوم 28/06/2028
صحيفة العرب التي : هل استوعبت إيران الدرس؟
أشار فتحي أحمد في مقاله إلى أنه من إخفاقات نتنياهو في خضم الحرب على طهران، إصراره على تغيير رموز النظام الإيراني. ومن الواضح أن الإيرانيين توحّدوا بمختلف أطيافهم؛ لا حبًا في خامنئي، بل بدافع التصدي للخطر الخارجي. فالشعوب تتوحد لدرء أيّ تهديد قد يطيح بمقدرات بلدانها، سواء اتفقت أو اختلفت مع الرئيس أو الملك أو الزعيم. وقد استطاع نتنياهو أن يقدّم لجمهوره صورة نصر على إيران.
وأوضح الكاتب أن التقارب الإيراني مع الصين وروسيا كان أحد العوامل التي دفعت الولايات المتحدة إلى دعم إسرائيل في ضرب إيران. وخير دليل على ذلك تصريح رئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي الذي أبدى قلق البنتاغون من هذا التحالف الثلاثي، عندما قال إنه سيشكّل “مشكلة إستراتيجية لواشنطن في السنوات المقبلة"
العربي الجديد : شرقٌ مولودٌ من 12 يوماً
أوضح بيار عقيقي أن الجميع في الشرق الأوسط بات مقتنعاً بأن واقعيةً ما ، وُلدت من القصف الأميركي على منشآت نطنز وأصفهان وفوردو الإيرانية السبت الماضي. وهذه الواقعية، متى ما جرّدناها من كثافة الخطابات الشعبوية والمزهوّة بالانتصارات في طهران وتل أبيب، أظهرت أن إيران ستلتزم بأنها دولة على أرضها، لا أمة على أرض الآخرين. سيدفع ذلك إلى انتهاء أدوار حلفائها في العراق واليمن ولبنان، في السياقات العسكرية لا السياسية، وبصورة متسارعة في الأسابيع المقبلة. لكن إيران ستواظب على توجيه الخطابات النارية لإسرائيل، من دون استئناف القتال، حتى إنها ستنغمس في معالجة أوضاعها الداخلية، التي لن تكون سهلة على الإطلاق، لكون العنصر الأميركي يبقى مفتاحاً لأي حلٍّ اقتصادي في طهران.
صحيفة القدس العربي : هل يتغير الخليج العربي من جديد؟
أشار الكاتب إلى أن دول الخليج تمتلك القدرة على المزيد من مراقصة الذئاب والتنمر الإقليمي، ولكنها ليست قدرة مفتوحة ومن غير نهاية، لأنها وبجانب التكلفة الكبيرة مرتبطة بالأمريكيين وقدرتهم على ضبط المشهد في اللحظات الحرجة، ووجود المصالح المشتركة التي تعتمد بصورة أساسية على وضع الخليج في معادلة الطاقة على مستوى العالم، والثروات الخليجية المتواجدة في الأسواق المالية والاستثمارية، وجميعها أمور يمكن أن تضطرب مع الوقت، ولكن أولوية الديرة والمحافظة عليها في العقلية الخليجية ستظل قائمة، وبالتالي، ستبقى دول الخليج في محاولاتها المستمرة من أجل المحافظة على مصالحها بالصورة التي تراها مناسبة أو وجود مقاربة عربية مناسبة تليق باستعادة الوجود العربي الإقليمي بعد أن أصبحت جميع الدول العربية في موقف محرج وهي ترى محيطها الحيوي والوجودي مجرد ساحة للتراشق بين قوتين تمارسان التنمر وفي أجندة كل منهما حصةً نفوذ تقدم لشعوبهما على حساب العرب ومصالحهم ومستقبلهم.
صحيفة الشرق الأوسط : أمريكا وإفريقيا.. شراكة على المفترق
كتبت يسرى الحربي أن العلاقات الأمريكية الإفريقية تمر بمرحلة تعكس ما يشبه إعادة تعريف للأولويات، حيث أفرزت التطورات الأخيرة مؤشرات متراكمة على تآكل الثقة السياسية بين الجانبين. فبعيداً عن الخلافات التي نشبت بين واشنطن وبريتوريا – على خلفية اتهام جنوب إفريقيا بدعم موسكو ورفعها دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل – فإن ما برز على السطح هو ميل أمريكي متزايد نحو الانكماش، عبّرت عنه سلسلة إجراءات عقابية، منها تخفيض المساعدات، والحديث عن استبعاد جنوب إفريقيا من قانون «أجوا»، وتفعيل برامج لجوء خاصة ب «الأفارقة»، وهو ما مثّل، في مجمله، تحوّلاً من أدوات الشراكة إلى آليات الضغط السياسي.