الإدارة الأميركية مجنّدة للدفاع عن ضرب المنشآت النووية الإيرانية، لكنها غير متأكدة من حجم الأضرار التي أوقعتها وتعتبر أن إنجازها العسكري أنتج "عقيدة ترامب" في التعامل مع الصراعات.
الجدل المستمر في واشنطن حول الضربات الامريكية للمنشآت النووية الإيرانية، سواء بالنسبة إلى نتائجها أو إلى صواب السياسة التي انتهجها الرئيس دونالد ترامب.
وفي الأيام الأخيرة، انبرى أركان الإدارة من نائب الرئيس إلى وزيري الخارجية والدفاع، لنفي تقارير استخبارية مسربة قللت من الأضرار التي تعرض لها البرنامج النووي الإيراني.
وبعدما كان ترامب نفسه أعلن أن المنشأت التي قصفت بالقنابل الخارقة قد محيت، أفادت التقارير بأن أصولا عدة في البرنامج يمكن إصلاحها. ثم تفاوت تقويم الأعطال بين القول إن الضربات أخرت البرنامج الإيراني بضعة شهور أو بضعة سنوات. وكان هناك حرص على التعمية في شأن المعلومات عن نقل كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى مكان مجهول. لكن ترامب اختار أن يؤكد بنفسه أن شيئا لم ينقل من المنشأة قبل ضربها، فيما كان وزير دفاعه يعلن أن لا معلومات في هذا الشأن.
ولاحظ المراقبون أن هذا التخبط ساد أيضا الإفادات والتسريبات الإسرائيلية في الأيام الأولى. ثم تصدرت الواجهة سردية النصر التي تبناها أيضا المرشد الإيراني في أول ظهور علني مسجل ، معتبرا أن الرئيس الأمريكي بالغ في تقدير تأثير الضربات للمواقع النووية.
ومن جهة أخرى، اهتم أركان الإدارة باستخلاص الدروس السياسية للإنجاز العسكري، فتحدث نائب الرئيس جاي ديفانس عما سماه "عقيدة ترامب" التي لخصها باستخدام القوة العسكرية الساحقة والخروج من صراع قد يصبح طويل الأمد.
أما وزير الدفاع فقال إن قصف فوردو كان مهمة ناجحة جدا وساهمت في وقف الحرب، متهما وسائل الإعلام الأمريكية بتحريف الوقائع.
لكن محللين أمريكيين شككوا في أن تكون لدى ترامب عقيدة يمكن اعتمادها كإطار عمل منظم للسياسة الخارجية، وبالأخص لدخول الحروب والخروج منها من دون تعريض الأمريكيين والمصالح الأمريكية للمخاطر.
فيما أشار آخرون إلى أن ترامب يبحث الآن عن مخرج دبلوماسي من هذه الحرب عبر مفاوضات مع إيران، لكنهم يذكرون بإنجازات عسكرية كثيرة في الشرق الأوسط من دون النجاح بترجمتها إلى اتفاقات سلام.