هل كانت الأنثروبولوجيا علمًا بريئًا؟ أم إنها وُلدت في مختبرات الاستعمار لتصنيف البشر وترتيبهم في سلالم التفوق والبدائية؟
في هذه الحلقة الاستثنائية من حكايات إفريقية، ينضم إلينا الباحث المتخصص عبد المحسن البليني في حوار جريء يتجاوز المسكوت عنه، ليخوض في قلب الإشكالات المتعلقة بالسواد، والأفرقة، والعبودية، والهوية، كما لم تُطرح من قبل.
من لحظة النشأة المثيرة للجدل لعلم الأنثروبولوجيا في القرن التاسع عشر، إلى تحولات نظرته للشعوب الإفريقية، يتتبع الحوار إرث هذا "العلم" الذي لم يكتفِ بالمراقبة، بل ساهم في صياغة نظرة استعمارية للعالم، هل تغيرت مقاصده؟ وهل يمكن تصحيحه أم إنه وُلد منحرفًا من الأساس؟
ثم نغوص مع ضيفنا في فلسفة السواد داخل المخيال الإسلامي والعربي من عنترة وبلال، إلى ابن خلدون وابن سينا، في محاولة لفهم هذا التناقض العميق بين التسامح النظري والتمييز اليومي.
كيف نظر المسلمون الأوائل إلى السود؟ وما الذي بقي في وعينا الثقافي ولم يُناقش؟
كما نعرج على محنة العرب السود في مجتمعاتهم، وصراعهم مع تمثيلات الهوية، حيث يجد الإنسان نفسه مضطرًا للتعريف بذاته من خلال نفي الآخر المتخيل عنه.
هل العربي الأسود في قلب الأمة أم على هامشها؟ وما أثر هيمنة الثقافة الغربية في تحديد معنى "مَن الأفريقي" و"من هو الأسود"؟
كل ذلك في حوار طويل، عميق، ومشحون بالأسئلة الكبرى عن اللون، والانتماء، والعدالة.