إسرائيل تهيّات، كما في 2010، لمنع أسطول الحرية من إيصال سفينة "مادلين" وحمولتها من المساعدات الانسانية الى غزّة.
كان يوم الأحد، يوم ترقب لوصول سفينة مادلين إلى غزة. أو بالأحرى لمجرد اقترابها من المياه الإقليمية الإسرائيلية.
ولم يترك الجانب الإسرائيلي أي مجال للتساؤل. فهو سيمنعها من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
إذ أصدر وزير الدفاع أوامره للجيش كي يعترض السفينة التي أطلق عليها اسم صيادة فلسطينية تدعى مادلين كلاب، وذلك تكريما لمعاناتها بعدما حطمت الحرب مركبها ومزقت شباكها وحرمت عائلتها مصدر رزقها.
وتداول الإعلام الإسرائيلي يوم الأحد سيناريوات عدة لتحرك الجيش الإسرائيلي، ومنها مصادرة السفينة وسحبها إلى ميناء أسدود، وتوقيف الناشطين المنتمين إلى سبع دول قبل ترحيلهم، وبينهم الناشطة البيئية السويدية المعروفة غريتا ثونبرج والنائبة الفرنسية من أصول فلسطينية ريما حسن، والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام وآخرون من ألمانيا وإسبانيا وهولندا والبرازيل وتركيا.
وقد وصفهم الوزير إسرائيل كاتس بأنهم "معادون للسامية وأبواق دعاية لحماس"، وطالبهم بأن يعودوا أدراجهم لأنهم لن يصلوا إلى غزة.
وقال تحالف أسطول الحرية الذي تتبع له السفينة وكذلك اللجنة العليا لكسر الحصار على غزة، إن إسرائيل بدأت أمس تشويشا على مواقع وإشارات لمن هم على متن السفينة، وأطلقت مسيرات لمراقبتها.
وكانت السفينة أبحرت الأحد الماضي من صقلية، وحملت مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات للأطفال والرضع. وفي كل مداخلاتهم على وسائل الإعلام، شدد النشطاء على أنهم ليسوا مسلحين ولا يحملون سوى المساعدات الإنسانية، كما أطلقوا مناشدات إلى دولهم كي تتدخل لتمكينهم من تحقيق هدفهم وهو كسر الحصار.
ولم تتعهد هذه الدول سوى تأمين حماية قنصلية لرعاياها من النشطاء.
يذكر أن تحالف أسطول الحرية كان أطلق أولى محاولاته في أيار/مايو 2010 واستطاع وقتها تسيير ثماني سفن أكبرها مافي مرمرة التركية. وشارك في الرحلة 750 ناشطا من 36 دولة. لكن الهجوم الإسرائيلي أنهاها بمأساة، إذ أدى إلى عشرة قتلى أتراك وأكثر من خمسين جريحا، وتعرض عشرات لاستجوابات عنيفة، كما تسبب بأزمة عميقة مع تركيا استمرت حتى عام 2016 وتضمن حلها اعتذارا إسرائيليا ودفع تعويضات للضحايا.