تناولت الصحف والمواقع العربية اليوم 29ماي/ايار 2025 عدة مقالات من بينها دور زيارة الرئيس الإيراني الى سلطنة عمان في تحريك المفاوضات النووية ومقال عن العلاقات الروسية الأطلسية في ظل التطورات الإقليمية الراهنة.
يقول نزيه درويش في موقع المدن إنه لا يكفي القول إن نِسَب الاقتراع في الانتخابات البلدية بلبنان تماثل أو تقلّ قليلا فقط عن نِسَب إقتراع سنة 2016، فانتخابات هذا العام جرت في ظروف مختلفة تمامًا، كان مأمولا لها أن تحثّ الناخبين على الاقتراع بكثافة هذه المرّة، أوبنِسَبة تفوق السنوات الماضية.
ولعل أبرز هذه الظروف المفترض أنها كانت مشجّعة على التصويت هي انتخاب رئيس جمهورية جديد يضيف الكاتب، بعد شغور رئاسي مديد، وتأليف أولى حكومات العهد بزَخَمٍ كبير سمح بانطلاق "عهد جديد للبنان"، مبنيّ على خطاب قَسَم رئاسي وبيان وزاريّ طَموحين وبنَفَس إصلاحي طال انتظاره.
وتابع الكاتب في موقع المدن ان هذا النَفَس الاصلاحي استثمرت فيه "قوى التغيير" في لبنان وادّعت أحيانًا أبوّتها له أملا بتوسيع قاعدتها الشعبية في مواجهة معظم الأحزاب والشخصيات السياسية التقليدية التي درجت العادة على تسميتها ب"المنظومة". وكان الاختبار الشعبي الأول لها هي الانتخابات البلدية والاختيارية. فلماذا لم توفّق في إحداث أي خرقٍ مُعتبرٍ في أي منطقة؟ بل على العكس بدا وكأن الأحزاب والتيارات التقليدية هي من أخذ نفسًا عميقًا ووضعته مسبقًا في رصيد حملاتها الانتخابية النيابية المقبلة؟
اعتبر حسن فحص في مقال له في موقع انديبندنت عربية انه في ظل المخاوف من إمكانية انهيار المفاوضات على خلفية الصراع على الخطوط الحمر بين واشنطن وطهران، والتي تزايدت قبيل انعقاد الجولة الخامسة بين الطرفين في العاصمة الإيطالية روما، تأتي الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى مسقط واللقاء مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، التي من المفترض أن تحدد مصير الرؤية العمانية لحل الاختلافات بين طرفي التفاوض وتساعد على استمرارها.
وتابع الكاتب ان سلطنة عمان لم تبتعد من دورها بالعمل على نزع فتائل أي اختلاف قد يؤدي إلى نسف المسار التفاوضي غير المباشر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وهو ما يقتضيه الدور الذي اختارته القيادة العمانية بالوساطة بين الطرفين، بهدف تخفيف التوتر بينهما، ومنع استغلال أزمة البرنامج النووي لجر المنطقة إلى نزاع مفتوح وحروب جديدة قد تضع الإقليم أمام تحديات مفتوحة.
وأوضح الكاتب في موقع انديبندنت عربية ان الأهم في هذه الزيارة الرئاسية الإيرانية إلى مسقط، أنها تأتي في ظل المبادرة العمانية التي طرحها وزير خارجيتها بدر البوسعيدي لحل الخلافات التي نشأت بين طرفي التفاوض حول أنشطة تخصيب اليورانيوم، باعتبارها خطاً أحمر لدى كل منهما، وأن البحث حول هذه المبادرة سيكون محور المحادثات المباشرة التي سيجريها وزيرا خارجية البلدين الإيراني والعماني على هامش هذه الزيارة، ونتائج هذه المحادثات ستلعب دوراً رئيساً في تسهيل قرار تحديد الجولة السادسة للتفاوض والتي يأمل الرئيس الأميركي أن تصل إلى نتائج نهائية أو تضعها في مراحلها الأخيرة.
أوضح سلطان السعد القحطاني في مقال له في صحيفة عكاظ السعودية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدو أنه مصمم على وضع حدٍّ لما يراه تجاوزاً غربياً غير مقبول لخطوط التفاهم الجيوسياسية التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي. فالتوسع المستمر لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بات -من وجهة نظر موسكو- تهديداً مباشراً للأمن القومي الروسي، ومصدراً رئيسياً لزعزعة الاستقرار في أوروبا الشرقية.
وأوضح الكاتب ان الرئيس بوتين، لا يخفي رغبته في استعادة مجد روسيا التاريخي ومكانتها الدولية، وهو يرى أن توسع الناتو ليشمل دولاً متاخمة لحدود بلاده هو تحدٍ مباشر، وردّه على ذلك واضح في تحركاته العسكرية والدبلوماسية.
في حين تعاني القيادة السياسية الأوكرانية من ارتباك مزمن بين الطموحات الغربية ومتطلبات الجغرافيا والتاريخ. وهو ارتباك قد يقود إلى منزلقات خطيرة ما لم يتم احتواؤه بتسوية شاملة تراعي المصالح الأمنية لجميع الأطراف.
ويقول الكاتب في صحيفة عكاظ يبدو أن العودة إلى طاولة التفاوض ليست مجرد رغبة بوتين أو خيار ترامب، بل ضرورة ملحة للعالم بأسره. فاستقرار النظام الدولي بات على المحك، وأوروبا، قبل غيرها، هي من سيدفع الثمن إذا تجاهلت دروس الماضي.