الشرق الاوسط في الـ 100 يوم الأولى من ولاية ترامب: دعم لإسرائيل في مواصلتها الحرب على غزّة، بوادر أزمة مع مصر بسبب قناة السويس، وبداية مفاوضات غامضة مع إيران.
من اقتراح تهجير سكان قطاع غزة لإقامة مشروع تطوير عقاري على أنقاضه، إلى طلب عبور السفن الأمريكية في قناة السويس من دون دفع رسوم. أثارت المائة يوم الأولى من ولاية دونالد ترامب الجديدة قلقا في المنطقة العربية، مقدار ما أحدثت بلبلة في العلاقة مع دول أوروبا وآسيا، وخيبة أمل لدى بلدان أفريقيا.
ورغم أنه استثنى معظم العرب من رسومه الجمركية الجديدة، إلا أنه فرض تعريفات مرتفعة على ست دول عربية من قبيل المعاملة بالمثل.
كان ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بوقف الحروب، وأملت عواصم الشرق الأوسط والخليج بأن يبادر إلى إنهاء الحرب على غزة، نظرا إلى علاقته الجيدة مع إسرائيل، وقدرته على إقناع قادتها بأن هذه الحرب استنفدت أغراضها.
وبالفعل، وقع اتفاق لوقف إطلاق النار عشية دخوله البيت الأبيض، وبدا أن هناك بارقة أمل. إلا أن سحر ترامب لم يدم طويلا، إذ تبنى الشروط الإسرائيلية وزاد إليها إعلانه فكرة إخلاء غزة من أهلها بحجة أنها مدمرة، متجاهلا مخاوف دول المنطقة وبالأخص مصر والأردن، الدولتين الصديقتين للولايات المتحدة.
ثم تجاهل أيضا الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير سكانه. وما لبث أن دعم استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع. وفي الأثناء، فرض شروطا على سوريا لقاء رفع العقوبات عنها، ولم يعارض التوغل الإسرائيلي في أراضيها.
كما لم يطلب من إسرائيل الانسحاب من المناطق التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان.
ومع مواصلة الضغط على حكومة بغداد لتفكيك الميليشيات الموالية لإيران، بدأت إدارة ترامب منتصف آذار/ مارس الماضي حملة جوية يومية على جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، لإرغامهم على وقف هجماتهم على السفن في البحر الاحمر.
وربطت عواصم المنطقة هذه الحملة بتحضيرات واشنطن للتفاوض مع ايران على اتفاق نووي جديد، وسط استياء إسرائيلي وترحيب عربي بهذا التفاوض.
وفيما يستعد ترامب لزيارة السعودية مؤكدا أنها ستطبع علاقاتها مع إسرائيل، إلا أن للرياض شروطا لا يبدو أنها ستتخلى عنها. وهكذا فإن ال100 يوم لترامب لم تحقق أي انفراج في الشرق الأوسط، بل عقدت كل الأزمات. وقد يكون لديه المزيد من المفاجئات السيئة فيما تبقى من ولايته.