عشية المفاوضات الأمريكية - الإيرانية في عُمان، "حزب الله" اللبناني وميليشيات أخرى عراقية موالية لإيران تبدي استعداداً لتسليم أسلحتها إلى الدولة استجابة لتهديدات أمريكية.
صدرت في اليومين الماضيين إشارات من ميليشيات موالية لإيران في لبنان والعراق إلى استعدادها لتسليم أسلحتها أو لمناقشة تسليمها إلى الدولة.
وتقول مصادر إن الرئيس اللبناني جوزيف عون يعد لبدء محادثات مع حزب الله في شأن ترسانة أسلحته.
ونقلت رويترز عن مسؤول كبير في الحزب أنه مستعد لمناقشة مستقبل سلاحه مع الرئيس عون إذا انسحبت إسرائيل من المناطق التي تحتلها في جنوب لبنان، وأوقفت هجماتها التي تستهدف الحزب وقادته العسكريين.
ولا تستطيع الدولة اللبنانية تحقيق هذين الشرطين مسبقا، أو انتظار أن تلبي لهما إسرائيل تلقائيا، بسبب الضغوط الأمريكية التي تطالب بالإسراع في نزع سلاح حزب الله، باعتباره أحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
أما في العراق، فقد تولى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التحاور مع المجموعات المسلحة، وقد أعلنت مصادرها أنها ستسلم سلاحها لتجنب غضب الإدارة الأمريكية.
وأفاد أحد قادة كتائب حزب الله العراق بأن الحرس الثوري الإيراني وافق على أن تتخذ الميليشيات التابعة له ما تراه ضروريا من قرارات لتجنب الانجرار إلى صراع مدمر.
وكانت واشنطن أنذرت بغداد منذ أواخر العام الماضي بضرورة حل مشكلة السلاح المنفلت، وإلا فإن الطائرات الأمريكية ستطارد الميليشيات وتدمر مقارها ومخازنها.
وبعد الغارات اليومية المستمرة على مواقع الحوثيين في اليمن، أصبحت الميليشيات العراقية أكثر واقعية في التعامل مع التهديدات الأمريكية. وفي أي حال، يبدو تزامن مواقف الميليشيات في لبنان والعراق مرتبطا أيضا في نظر المحللين، بمرونة يريد النظام الإيراني إظهارها قبل بدء المفاوضات مع الجانب الأمريكي في مسقط.
ومعلوم أن أحد ملفات التفاوض يتعلق بنفوذ إيران الإقليمي وأذرعها المسلحة التي نشرتها في الشرق الأوسط. ورغم أن بغداد، كما بيروت، لا تلتزم جدولا زمنيا لحل معضلة السلاح هذه تجنبا لصراعات داخلية، إلا أن حصر السلاح في يد الدولة بات استحقاقا لا مفر منه.