تطرح مراجع لبنانية ودولية تساؤلات عن أسباب مماطلة اسرائيل في الانسحاب من جنوب لبنان، فالأعمال القتالية توقفت بشكل نهائي، منذ 27 من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ولم يعد الجيش الإسرائيلي، ولا شمال إسرائيل، يتعرضان لهجمات حزب الله بالصواريخ والمسيرات، كما ان الجيش اللبناني أرسل تعزيزات الى المنطقة، وهو يتسلم المواقع التي يخليها الاسرائيليون بوتيرة بطيئة متعمدة وغير مبررة.
ومع أن اتفاق وقف إطلاق النار نص على انسحاب اسرائيلي كامل، بعد 60 يوما من سريانه، الا ان الجانب اللبناني وكذلك قوات اليونيفيل الدولية، لا يجدان اسبابا موجبة لانتظار نهاية المهلة المحددة.
لذا طالبت قيادة اليونيفيل أمس بتسريع الانسحاب، كما ان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أعلن بعد تفقد بلدة الخيام مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، أن لبنان سيراجع الولايات المتحدة وفرنسا، دولتي لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق، التي يرأسها جنرال أمريكي، للإسراع في الانسحاب الاسرائيلي ووقف الخروقات، التي بلغت حتى صباح امس، 286 انتهاكا، وفقا لما أحصاه الجانب اللبناني، وأضيفت إليها 7 انتهاكات خلال يوم أمس، كان أخطرها غارة جوية، قتل فيها شخصان في بلدة الطيبة، عدا عمليات تفجير لمنازل في كفركلا والناقورة، كما سجل رفع العلم الاسرائيلي على تلة بين بلدتي البياضة والناقورة.
وأفادت مصادر أن الجيش الاسرائيلي يستخدم الهدنة الحالية، لمواصلة تدمير الأبنية، وأشارت الى أن حجم الدمار في بعض البلدات تضاعف مرات عدة منذ سريان وقف إطلاق النار، لكن الرئاسة الاميركية للجنة المراقبة لا تبدو معنية بهذه الانتهاكات، رغم أن قيادة اليونيفيل نبهت الى انها تعرض للخطر وقف الاعمال العدائية والاستقرار الهش السائد حاليا، كما انها تلقي بأعباء إضافية على خطط اعادة الاعمار التي تناقشها الحكومة اللبنانية مع البنك الدولي والاتحاد الاوروبي وعدد من الدول العربية.
أما اسرائيل فمن الواضح انها تريد للشريط العازل في جنوب لبنان أن يبقى مدمرا والا يعاد إعماره.