أثار التحول السوري التساؤلات بالنسبة لدور روسيا وقبول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خسارة أقرب حليف له في الشرق الأوسط
لكن هذا الفشل لا وزن له مقارنة بأولوية روسيا الجيوسياسية القصوى أي الانتصار في أوكرانيا.
لكن القيصر الجديدلم يسلم بالخسارة وحاول التخفيف من وقعها، إذ أصر في حواره الصحافي السنوي على أن بلاده «لم تهزم» في سوريا، وأنها «حققت الأهداف» التي دفعت للتدخل العسكري الروسي هناك في عام 2015.
وبدا بوتين محرجاً بخصوص الوجود العسكري الروسي والاتفاقيات السابقة بين حكومة الأسد وموسكو، وترك المجال مفتوحاً للتواصل مع الادارة الجديدة في دمشق من خلال عرض استخدام قاعدتي حميميم وطرطوس لايصال المساعدات الإنسانية .
راهنت موسكو على الوجود في شرق المتوسط على الساحل السوري تحقيقاً لهدفها التاريخي في الوصول إلى المياه الدافئة ، وانطلق بوتين من هذا الكسب الاستراتيجي كي يعود إلى المسرح الدولي. ولذلك ستكون تداعيات خسارة النفوذ في سوريا ملموسة بالرغم من محاولة الانكفاء نحو قواعد في ليبيا على الضفة الأخرى من المتوسط. بيد ان عدم القدرة على حماية الحليف السوري ستؤثر على مصداقية موسكو عند حلفائها الجدد في أفريقيا
في المقابل، يركز الرئيس الروسي على إحراز النصر في أوكرانيا كي يبرر التكلفة البشرية والاقتصادية الهائلة للصراع، ويرسي مكانة روسيا العالمية ويمحو إخفاقاتها الاستراتيجية في أماكن أخرى، كما هو الحال في سوريا.
بالنسبة للكثير من المحللين الاستراتيجيين، يعتقد فلاديمير بوتين أن مصير العالم على المحك في دونباس، ولذا تباهى بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي على إمساك قواته بالمبادرة الاستراتيجية على طول خطوط التماس في أوكرانيا، والسيطرة على 189 بلدة وتجمعاً سكانياً في أوكرانيا العام الحالي.
من هنا وفي موازاة بدء حقبة ترامب المتحمس لانهاء الحرب، سيكون عام 2025 عاماً حاسماً بالنسبة لروسيا في الصراع، حيث تكافح نقص الأفراد وصعوبات التجنيد العسكري.
في مطلق الاحوال إذا بدأت المفاوضات او إذا تم تجميد الصراع، يرى خبراء عسكريون أن الرئيس الروسي، ، يسعى إلى تحقيق النصر الحاسم في الحرب بحلول عام 2026، مؤكدين أن فشله في ذلك من شأنه أن يحطم آمال موسكو في البقاء قوة عظمى عالمية لعقود قادمة.
ازاء هكذا توقعات تبدو مهمة الادارة الاميركية القادمة صعبة المنال، خاصة بعد اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الغرب بدفع بلاده نحو «خطوط حمراء»
أياً كانت السيناريوهات في المرحلة القادمة، يبدو ان بوتين البرغماتيكي وافق ضمناً على الخسارة في سوريا عله يكسب رهانه الكبير في أوكرانيا