في هذه الحلقة عبر كثيرة نأخذها ونتأمل في سفر الجامعة الذي كتبه سليمان الحكيم. التحدث عن خلفية سليمان ونشأته وخلفية كتابة هذا السفر يساعد في فهمه بشكل اعمق.
سليمان كان ابنا لداهود الملك ولم يكن محبوبا بين اخوته لانه كان ابن زنى. حيث زنى ابوه واخطأ مع بت شيفاع والدة سليمان قبل زواجه منها... عائلة سليمان لم تكن يوما عائلة مستقرة وعدة من اخوته حاولوا الانقلاب على والدهم اثناء مرضه لكي يتولوا الحكم من بعده.
عندما بلغ سليمان سن الـ 12 اختاره الرب ليكون الملك وعندها صلى سليمان وطلب من الله ان يمنحه الحكمة في منصبه على شعب اسرائيل.
في اواخر عمره كان سليمان قد بعد عن الرب وكسر وصاياه ولم يستخدم حكمته على نفسه وعندها لخص حياته وحكمته قائلا ان لا شيء يبقى وان هذه الدنيا فانية.
من القصص المثيرة في سفر الجامعة قصة العين التي لا تشبع ويفسر لنا القس مروان هذه الحكمة بقصة عن اسكندر المقدوني الذي حلم في احد الايام بذهابه للسماء بحثا عن منبع نهر صافي جدا وفي طريق عودته يعطيه الملاك هدية لوالده عندما استلمها غضب غضبا شديدا فكانت هذه الهدية عظام عين انسان.. اعتبرها استهزاءا فقد توقع هدية عظيمة من السماء ولكن بمساعدة احد وزرائه المؤمنين والتقيين فهم اخيرا ان هذه الهدية لها حكمة عظيمة الا وهي انها اثقل من كل الممتلكات لكنها في النهاية تساوت في وزنها مع التراب هذا يدلنا على اننا من التراب والى التراب نعود.
سليمان يشرح لنا ان الحياة عبارة عن دور يجيء ودور يمضي. ان تكبر الناس حتى الذين يتظاهرون بالتواضع قد يتكبرون على الله. فقط عندما نضع الله امام اعيننا ويكون هو الوحيد على العرش نفهم اننا لسنا على هذا العرش وان الله هو السيد.
نسمع الكثير عن شخصيات عظيمة وملوك ومشاهير صنعوا الكثير لكن ماذا ؟ في النهاية ؟
ماتوا!
ان الله هو الوحيد الباقي وسليمان يقول اننا سنترك يوما هذا العالم ومعرفة وفهم هذه الحقيقة سيسهل علينا حياتنا ويقودنا لكي نتصرف بشكل لائق وان لا نضيع وقتنا في امور تافهة. اخر ما قاله سليمان كان نصيحة ننقلها لكم ونترككم لتتأملوا بها.. قال سليمان : اتقي اللّه واحفظ وصاياه.