محاولة أخرى، وللمرة السادسة، يبذلها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لتسهيل انتخاب رئيس جديد للبنان، وهو وصل أمس إلى بيروت لجولة محادثات جديدة مع الأطراف السياسية، بعد أيام من صدور بيان سفراء الدول الخمس المعنية بلبنان، ملخصا حصيلة اللقاءات السياسية التي أجروها على مدى أسابيع.
وقبل وصول لودريان، تردد أنه قد يدعو ممثلي القوى السياسية إلى مشاورات تعقد في فرنسا، إلا أن ذلك لم يتأكد بعد.
وكان بيان السفراء قال إن لبنان لا يمكنه الانتظار شهرا أخر من دون انتخاب رئيس، سواء بسبب التداعيات الصعبة على اقتصاد لبنان واستقراره الاجتماعي نظرا إلى تأخر الإصلاحات الضرورية، أو لضمان وجود لبنان إلى طاولة المناقشات الإقليمية، وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي في شأن الحدود الجنوبية.
وبذلك تربط الدول الخمس بين المعالجة الملحة للأزمة الاقتصادية وبين الاستحقاقات المرتقبة بعد الحرب على غزة والمواجهات المستمرة في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، وكلا الأمرين يتطلب وجود رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الصلاحيات.
ومن أجل تسهيل انتخاب الرئيس، اقترح السفراء إنهاء الجمود السياسي بإجراء مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل البرلمانية، على أن يكون هدفها تحديد مرشح متفق عليه أو قائمة قصيرة من المرشحين، وبعد المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة مع جولات متعددة لانتخاب الرئيس.
واعتبرت الأوساط السياسية أن بيان الخماسية وعودة لودريان وإلى وساطته، فضلا عن اتصال الرئيس الفرنسي بولي العهد السعودي قبل أيام، تخلق ديناميكية جديدة لإنهاء الأزمة الرئاسية.
وذكر أن تقرير لودريان عن مهمته سيمكن من إيمانويل ماكرون من التطرق إلى الموضوع اللبناني خلال محادثاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن لدى لقائهما خلال إحياء ذكرى الإنزال في النورماندي في السادس من حزيران يونيو المقبل.
غير أن العقدة المستمرة أمام المشاورات المقترحة هي أن حزب الله وحلفاءه يرفضون سحب مرشحهم المعلن مسبقا، كما أن مصادر الحزب تعتبر انتخاب الرئيس مسألة مؤجلة إلى ما بعد انتهاء الحرب في غزة.
أما الأطراف الخارجية المعنية بلبنان فتسعى إلى انتخاب رئيس في أقرب وقت لأنها تتخوف من احتمال نشوب حرب واسعة في جنوب لبنان.