تحدث الوزير العراقي السابق لموفدتنا إلى أربيل إيمان الحمود عن العلاقة مع واشنطن والتوتر مع إيران وانتقد التدخل في قانون الانتخابات.
ضيف حوار مونت كارلو الدولية الخاص لهذا اليوم هو السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي السابق، نرحب بك على اثير مونت كارلو الدولية وشكرا لك على استضافتنا في مكتبك هنا في أربيل.
هوشيار زيباري أهلا وسهلا بكم وبمونت كارلو.
إيمان الحمود دعنا ندخل مباشرة في صلب الموضوع، وهذا الجدل حول الوجود الأمريكي في العراق.
لا يجب أن ننسى بأن هوشيار زيباري هو وزير الخارجية الذي أمضى أطول مدة في المنصب في العراق، وجاء ربما كأول وزير خارجية بعد الدخول الأمريكي للعراق، والبعض يصفه بأنه عراب العلاقات الأمريكية العراقية.
كيف تنظر إلى هذا الجدل حول بقاء أو خروج القوات الأمريكية من العراق؟
هوشيار زيباري مسألة تواجد القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي موضوع مطروح وهو مسيس حقيقة، ولكن إذا نرجع إلى خلفيات الموضوع، هذه القوات موجودة بطلب من الحكومة العراقية وكانت هناك حاجة أمنية ملحة لعودتهم أو لمساعدتهم لدحر تنظيم داعش الإرهابي الذي تمدد علينا من الحرب الأهلية في سوريا في 2014 وسقط ثلث العراق وكانت مدن مثل سامراء مهددة وكانوا على أبواب بغداد، فلذلك نحن قدمنا طلب رسمي إلى الأمم المتحدة وإلى دول صديقة لمساعدتنا وهذا ما حصل، فليس هناك عيب في وجود أو بقاء قوات أمريكية طالما أن هذه العلاقة منظمة ومقننة، كثير من الدول المجاورة في دول الخليج العربي في تركيا وفي دول عديدة في العالم، هناك تواجد للقوات الأمريكية، هناك تواجد للقوات الأجنبية الأخرى ولكن منظمة بقوانين فلا ضير من ذلك.
مسألة تواجد القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي موضوع مطروح وهو مسيس حقيقة
إيمان الحمود هل يقلقكم الخروج الأمريكي من العراق؟
هوشيار زيباري حاليا، نعتقد بأنه لازالت هناك حاجة لتواجدهم ولبقائهم أو استمرار مهمتهم، الموضوع له جانب سياسية سواء تصفية حسابات أو رغبات خارجية حقيقة، بمعنى أن هناك رغبات تطالب، ليس فقط بخروج القوات الأجنبية، ولكن أيضا بإنهاء كل مظاهر التواجد الدولي خاصة منظمة أو بعثة الأمم المتحدة اليونامي، أيضا هناك طلب لإنهاء مهمتها السياسية أو لاستخدام مساعيها الحميدة لحل الإشكالات الداخلية، فنحن نعتقد لا زلنا بحاجة إلى هذا الدعم والتواجد والتواصل الدولي مع العراق، الموضوع ليس عسكري أو أمني بحت له علاقة بجوانب اقتصادية، له علاقة بالتمثيل الدبلوماسي، له علاقة بمسألة الاستثمارات. له علاقة بأمن المنطقة أيضا، ليس أمن العراق فقط ولكن أمن المنطقة.
إيمان الحمود طيب هل يمكن القول بأن ما حدث من هجوم إيراني على إقليم كردستان مؤخرا؟ هذا الهجوم الذي راح ضحيته مدنيين، قد يعطي مؤشر على مستقبل العراق في حال خروج القوات الأمريكية؟
هوشيار زيباري لا... كان إشارة واضحة جدا من الجمهورية الإسلامية واستهداف مجمع مدني سكني لأحد رجال الأعمال وغير مبرر حقيقة، المبررات التي ساقوها غير مقنعة إطلاقا، ونحن عبرنا عن موقفنا وكل فئات الشعب الكردي أيضا بمختلف انتماءاتهم أدانوا هذا الاعتداء الغير مبرر، ولكن العراق سيبقى ساحة مفتوحة مع الأسف الشديد، حاليا هناك انتهاكات صارخة يتحدثون عن السيادة ويوميا السيادة العراقية منتهكة من قبل القصف الصاروخي، قصف الطائرات التركية التدخلات الأخرى.
لذلك وحتى نكون واقعيين عمليين، بعض هذه الميليشيات هي التي تخرق سيادة العراق وتتحدى سلطة الحكومة العراقية المفروض أن تكون هي المسيطرة على هذا الموضوع، ولذلك وجودهم ردع حقيقة لكثير من التدخلات ولحماية ومساعدة الحكومة العراقية، موقفنا من هذا الموضوع واضح جدا. ولا نتردد في إعلانه.
إيمان الحمود العراق تقدم بشكوى لمجلس الأمن حيال ما حدث في إقليم كردستان، هل تتوقع بأنه يكون هناك تدخل أو ربما يعني خطوة دولية ستجري لمنع تكرار مثل هذا المشهد ثانية؟
هوشيار زيباري نحن سمعنا بهذه الشكوى، ولكن عمليا أثبتت الأحداث بأنها لم تقدم إلى مجلس الأمن، كان مجرد كلام إعلامي، ولكن من الناحية الدبلوماسية لم يقدم طلب رسمي أو خطي إلى مجلس الأمن أو إلى الأمم المتحدة لبحث هذه الشكوى.
سمعنا بهذه الشكوى، ولكن عمليا أثبتت الأحداث بأنها لم تقدم إلى مجلس الأمن، كان مجرد كلام إعلامي، ولكن من الناحية الدبلوماسية لم يقدم طلب رسمي أو خطي إلى مجلس الأمن أو إلى الأمم المتحدة لبحث هذه الشكوى
إيمان الحمود استنادا إلى كل ما قيل، كيف تصف علاقة الإقليم بالحكومة المركزية ببغداد.
هوشيار زيباري هناك تواصل، هناك علاقات في كثير من المجالات الاقتصادية ومسائل الموازنة والتعاون الأمني، وأيضا في العديد من القضايا السياسية، وحقيقة هذه العلاقة موجودة، وهناك افتراض حسن نية من جانب الإقليم بخصوص حكومة السودان، ونحن داعمين لهذه الحكومة.
لكن هذا الدعم غير مفتوح إلى النهاية، يعني هناك مبادئ واتفاقات لا بد من تنفيذها، وهذا كان أساس مشاركتنا في ائتلاف إدارة الدولة التي شكلت هذه الحكومة، ونحن طرف فيها ونتوقع نتائج وليست وعود أو تمنيات. إلى أخره، الوقت ليس من صالح أي طرف إطلاقا.
إيمان الحمود لا يبدو الإقليم سعيدا بالقرارات الأخيرة للمحكمة الاتحادية، هناك من يرى بأنها جردت إقليم كردستان من بعض حقوقه الأساسية.
هوشيار زيباري نعم هذه القرارات الأخيرة التي صدرت بخصوص توطين الرواتب أو بخصوص المعاشات وأيضا بخصوص قانون انتخابات الإقليم، قرارات مجحفة تعسفية ولا تستند إلى أساس قانوني ودستوري.
الدستور الذي اتفقنا عليه باعتباره العقد الاجتماعي في 2005، يعترف للإقليم بخصوصيته، بمؤسساته وبقوانينه كما هو، جاءت المحكمة في 20224 تطعن في قانون انتخابات إقليم كردستان رقم 1 في سنة 1992، وأيضا أجحفت المكونات بحرمانها من التمثيل في الانتخابات القادمة، في نفس الوقت تسمح للقانون العراقي أن تكون هناك حصة للمكونات القومية والدينية، فهناك تناقض صريح وواضح.
مع الأسف الشديد، هذه المحكمة نعتقد انها ليست مبنية على أسس دستورية كما نص عليها الدستور، المحكمة تشكلت بقرار من بول بريمر، ثم جاءت حكومة الدكتور أياد علاوي وحافظ على وضعها، بشكل مؤقت، ولكن بعد ذلك، صدر الدستور في 2005، وهذا الدستور حدد كيف تتشكل هذه المحكمة، بالتالي فإن لدينا هنا قضية حقيقة خلافية.
النقطة الأخرى، العدل أساس الملك والقانون فوق الجميع وهناك أيضا مبدأ فصل السلطات، ولكننا نلاحظ، مع الأسف الشديد، أن هذه المحكمة تتدخل، أحيانا، في شؤون التشريع وفي شؤون السلطة التنفيذية وتعتبر نفسها مشرعة، وأحيانا تعيد كتابة الدستور مرة أخرى .... هذه إشكالات حقيقية، ونحن من الناس الذين نقول رأينا بصراحة، ولا نتردد في قول الحقيقة في وجه السلطة أو في وجه الظالم، فعندنا إشكالية مع هذه القرارات التي صدرت، وأعتقد سيكون أنه لها تبعات أيضا.
إيمان الحمود دعنا نتكلم قليلا عن علاقات العراق مع دول الجوار خاصة وأنك كنت مسؤولا عن هذا الملف لسنوات، كيف تصف العراق العلاقات اليوم مثلا مع دول الجوار العربي والخليجي تحديدا؟ دعنا نبدأ بالكويت وملف التعويضات وكل ما حدث خلال تلك السنوات؟
هوشيار زيباري حدثت مع الأسف الشديد انتكاسة شديدة وأيضا بسبب قرار من المحكمة الاتحادية، عندما نقضت اتفاقية خور عبد الله أو ترسيم الحدود البحرية التي وافق عليها البرلمان في وقتها، وأيضا صار قانون ونشر في الجريدة الرسمية، والأمم المتحدة استلمت الطلب وهذه الاتفاقية.
هذه الاتفاقية مع دولة الكويت الأساس في خروج العراق من أحكام الفصل السابع التي اشتغلنا عليها لسنوات، مع الأسف الشديد جاء قرار المحكمة بالضد من هذه التوجهات.
العلاقات موجودة مع الدول العربية الخليجية، والدول العربية لديهم تمثيل، وهناك تجاوب اقتصادي ومحاولات للاستثمار، ولكن الكل ينتظر حقيقة، ذلك أن أي علاقات مع أي دولة تعتمد على متانة النظام السياسي والأمني والوحدة الداخلية في أي بلد فلذلك موجودة على الشكل الرسمي، أما هل هي متفاعلة؟
إيمان الحمود العراق لعب دور وساطة بين إيران والسعودية في وقت حكومة.
هوشيار زيباري ربما استضاف العراق 15 جلسة، ولكن النتيجة أن الصين هي التي قامت بالدور المنفذ عمليا، فلذلك مع احترامي لهذه الجهود ولكن الصينيين هم الذين رعوا هذه الاتفاقية بين إيران والمملكة العربية السعودية.
استضاف العراق 15 جلسة، ولكن النتيجة أن الصين هي التي قامت بالدور المنفذ عمليا، فلذلك مع احترامي لهذه الجهود ولكن الصينيين هم الذين رعوا هذه الاتفاقية بين إيران والمملكة العربية السعودية.
إيمان الحمود هل يمكن للعراق أن يلعب دورا مستقبلا؟
هوشيار زيباري ممكن لديه دور ... يعني العراق موقعه يسمح له وفق تصوري بالقيام بأدوار مهمة جدا في المساعدة ولكن أيضا يجب أن يساعد نفسه أولا، يعني قبل أن تلعبي دور الوسيط في علاقات دولية وإقليمية يجب أن يكون وضعك الداخلي متماسك وقوي حتى تلعب هذا الدور، نعم العراق يستطيع أن يلعب دور ودور مهم.