لا تفتيش روتيني بعد الآن للبضائع العابرة من إقليم أيرلندا الشمالية الى بقية أقاليم المملكة المتحدة فالاتفاق الذي توصلت اليه الحكومة البريطانية بهذا المضمون مع الوحدويين في أيرلندا الشمالية سمح بعودة العمل بمفهوم تقاسم السلطة التنفيذية في الإقليم بعد انقطاع دام سنتين كما سمح بحزمة مالية سخية حملها رئيس الوزراء ريتشي سوناك الى حكومة أيرلندا الشمالية الجديدة في إطار نموذج تمويل جديد من شأنه أن يوفر استدامة طويلة المدى للإقليم .
صفقة وجد فيها كل ضالته الوحدويون الذين اطمئنوا الى أن ارتباطهم بالمملكة صار أقوى ...المملكة التي عادت مجددا كسوق داخلية للبضائع القادمة من أيرلندا الشمالية التي لن تخضع فصاعدا لأي تفتيش روتيني .
والجمهوريون الشين فاين الفرحون بتولي سيدة من صفوفهم رئاسة الحكومة لأول مرة في تاريخ الإقليم و ويبنون على ذلك أحلاما لوحدة قريبة مع جمهورية أيرلندا.وهذا ما يثير مخاوف الوحدويين .
كيت هايوورد أستاذة العلوم السياسية في جامعة كوينز بلفاست
"إنها جزء من حبة دواء على الوحدويين ابتلاعها فعندما ننظر الى الرأي العام نلاحظ أنه حتى في صفوف الوحدويين الأكثر اعتدالا فإن جانبا مهما من مناضليهم قلق من احتمال الرجوع إلى الوراء بسبب أن لدينا اليوم رئيسة حكومة من الجمهوريين الشين فاين أنه تطور ضخم و يحمل دلالات حتى و إن كانت رمزية لأنه عمليا نعرف أن الأمر يتعلق بموقف مشترك بين الجانبين ."
المهم أن الحياة عادة الى قصر ستورمونت مقر البرلمان مثلما عادت الحياة لاتفاق الجمعة العظيمة الذي كان قد أنهى النزاع الدموي في أيرلندا الشماليةبعد جهد جهيد.
جيفري دونالدسون زعيم حزب الوحدويين الديموقراطيين في أيرلندا الشمالية
أعتقد أن هذا يوم سعيد لايرلندا الشمالية فهو اليوم الذي استعدنا فيه مرة أخرى مكانة الاحترام في المملكة المتحدة و سوقها الداخلية و صرنا محميين بقوانيننا كل هذا في مصلحة أفراد شعبنا كي يتمتع بفولئد عضويتنا في الاتحاد .
يبقى أن التشريعات الأوروبية لن تمرر فصاعدا بطريقة أوتوماتكية في ايرلندا الشمالية فلا بد من اخضاعها لتمحيص البرلمانيين .
روبرت فيشلينغ اعلامي بريطاني
"الاتفاق يسمح بعودة التجارة الى التدفق مع الاقليم مع قليل من القيود ويسمح بتمكين الايرلنديين الشماليين من حكومة افتقدوها لسنوات لذلك أنا سعيد.
الشين فاين كانوا منظمة إرهابية و قد غيروا طرقهم ولكنهم ما زالوا يحملون نفس الاهداف لكنهم يفضلون تحقيقها سياسيًا وهو ما يعد تقدمًا"
بالنسبة لرئيس الوزراء ريتشي الأمر يتعلق بإنجاز كبير فمن خلال صفقته مع الوحدويين أعاد الحياة لمفهوم تقاسم السلطة في أيرلندا الشمالية التي غدت اليوم بدون مراقبة حدودية لا مع جمهورية ايرلندا و لا من خلال بحر أيرلندا الذي يفصلها عن بقية اقاليم المملكة.
جريمي هاتسن إعلامي بريطاني
"هذا تطور إيجابي فمن الجيد أن نرى سياسات وأفكار جديدة تنفذ في أيرلندا الشمالية لكن بالنسبة لي مازال المستقبل غير واضح ."
ماكان لكل هذا أن يحدث يقول البعض لولا اتفاق ما بعد البريكست.. والأحرى ماكان لكل هذا أن يحدث لو لم تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي