يستضيف برنامج "الصحة المستدامة" د. نوال العالم، الاستشارية في أمراض الجلد وجمال البشرة والشعر والمتخرجة من جامعة لندن والباحثة لأكثر من 30 سنة في التغذية الاحتياجية والمديرة الطبية لمجمع تداوي الطبي، لطرح ملف: أي مياه نشرب؟ المياه المعدنية أم مياه الحنفية؟
كشفت دراسة حديثة عن ان المستويات المتزايدة من الرصاص في المياه قد تؤدي إلى تلف خلايا المخ، على المدى الطويل.
هذه الدراسة التي نُشرت في النسخة الإلكترونية من مجلة «Science Advances» لعلماء من جامعة مينيسوتا University of Minnesota بالولايات المتحدة، أوضحت أن الرصاص على الرغم من وجوده بشكل طبيعي كمعدن، فإن تراكمه في الدم بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية سلبية؛ خاصةً عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات.
هذا ويمكن أن يؤدي تراكم الرصاص في خلايا المخ بشكل تدريجي إلى التسبب في مشكلات في التعلم والإدراك بشكل عام، كما انه قد يتسبب على المدى البعيد في حدوث أمراض عصبية، مثل السكتة الدماغية، أو مرض «الزهايمر».
وقام الباحثون في هذا الدراسة بتتبع بيانات 1089 شخصاً من كبار السن في الولايات المتحدة، كانوا جميعاً قد شاركوا في دراسة صحية سابقة طويلة الأمد، بين عامي 1998 و2016 تناولت عدة أوجه صحية، ومنها الصحة العقلية والإدراكية. وكان هؤلاء المشاركين أطفالاً خلال عام 1940، وكان عمر معظم من شاركوا في هذه الدراسة وقتها نحو 65 عاماً.
واستخدم الباحثون بيانات التعداد لمعرفة مكان إقامة كل مشارك في الدراسة في ذلك الوقت.
ووجدوا أن الاشخاص الذين نشأوا في مدن فيها مياه شرب كانت ملوثة بكميات أكبر من الرصاص بسبب مرورها في انابيب المياه المصنعة في ذلك الوقت، سجلوا درجات أسوأ في الاختبارات التي خضعوا لها فيما يتعلق بالذاكرة، وكذلك مهارات التفكير المختلفة، والقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات.
وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى أن الذين تم اختبارهم هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخلل في الذاكرة لاحقاً؛ نظراً لأن نقطة البداية المعرفية لديهم عادة ما تكون أقل من الأشخاص العاديين الذين لم يتأثروا بالكمية نفسها من المعدن.
وأوضح العلماء أن التعرض للكمية نفسها من الرصاص في المياه، لا يعني بالضرورة أن كل الأطفال الذين يشربون منها سوف يصابون بتأخر إدراكي أو خرف فيما بعد، نظراً لوجود عدة عوامل أخرى تتحكم في ذلك، ومنها الفروق الفردية في مستويات الذكاء بين الأطفال، الى جانب المستوى التعليمي الذي تم الوصول إليه تبعاً لمستوى دخل كل أسرة، وأيضاً موقعها الاجتماعي، والصحة العضوية لكل طفل؛ سواء وقت التعرض، أو لاحقاً في البلوغ، وعدم الإصابة بالأمراض المزمنة التي يمكن أن تؤثر في الصحة العامة، مثل أمراض القلب.
الحوار عبر الرابط أعلاه.