قصة الصمت
هاروكي موراكامي
،كنت أذهب إلى المدرسة في صمت. أحضر دروسي في صمت. أعود إلى المنزل في صمت. يوما بعد يوم في خواء تام. بعد أسبوعين أو ثلاثة على هذه الحال فقدت الشهية لتناول الطعام. فقدت وزني. لم أستطع النوم. كنت أتمدد على فراشي مرهقا. و ذهني مليء بالصور البغيضة التي لا نهاية لها. و عندما أكون مستيقظا أشعر بضباب كثيف يكتنف عقلي. و لا أكون متأكدا إذا كما كنت مستيقظا أم لا.
في فيلم لعبة جيرالد المأخوذ عن رواية لستيفن كينج بنفس الاسم كانت القيود الأولى لبطلة الفيلم مصنوعة من الصمت. نعم الصمت الذي أجبرها والدها عليه بعد أن اغتصبها و ظلت طوال حياتها صامتة عن البوح بهذه الجريمة لأي مخلوق حتى لنفسها حتى أنها تخلت عن طفولتها و رمت نفسها في حضن أول شخص أحست معه بالأمان و انتقلت من قيد لقيد و لم تتحرر في النهاية إلا بكسر قيد الصمت بعد أن روت حكايتها للجميع. الصمت هنا في رواية موراكامي فكان هو السلاح القاتل الموجه للبطل على هيئة مقاطعة من الجميع له على جريمة لم يرتكبها.