بمناسبة مرور سبعين عاما على التبادل الديبلوماسي بين فرنسا والعراق اقامت السفارة العراقية في باريس ندوة بحضور السفيرين الفرنسي في بغداد إريك شوفالييه والعراقي في باريس الدكتور وديع بتي، ورئيس لجنة الصداقة الفرنسية العراقية والنائبة في البرلمان العراقي فيان صبري تم خلالها مناقشة مسار الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة بين العراق وفرنسا والتي وقعها في باريس الرئيس الفرنسي ايمانيويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
التقت مونت كارلو الدولية النائبة العراقية وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي فيان صبري وناقشتها حول اتفاقية الاستراتيجية الشاملة التي رتّبت دخول البلدين في مرحلة جديدة يمكن القول إنها ذهبية من التعاون غير المسبوق على كافة المستويات، يرقى بالعلاقات إلى تحالف وشراكة بين البلدين.
علاقة متكاملة
وتؤكد النائبة فيان صبري أنه في الواقع لم تكن العلاقات بين فرنسا والعراق جديدة أو طارئة بل نتيجة تراكمات جيوسياسية وعسكرية وتجارية وحتى اجتماعية منذ عام 1932 حين حرصت فرنسا على علاقاتها الودية والاستثنائية مع بلاد ما بين النهرين، وتستحضر ما قاله مُولْيير؛ الشاعر وممثل والمخرج المسرحي بأن العلاقات التي تبنى ببطء هي أفضل العلاقات.
وتحدثت "صبري" عن العلاقات التي باتت على مستوى كبير على الأصعدة التجارية والاقتصادية والسياحية والصحية والتعليمية والثقافية والرياضية، وهذا يدل على انفتاح العراق وقوة فرنسا، ما يؤدي إلى تكاملية في العلاقة تعود بالفائدة على الشعبين العراقي والفرنسي.
تبادل زيارات
تتحدث فيان صبري عن التعايش بين البرلمانين الفرنسي والعراقي ولجان الصداقة وتبادل الزيارات بين ممثلي الشعبين، زيارات تراها حيوية لتبادل الأفكار والرؤى والمواقف والاتجاهات وتعزيز العلاقة بما ينعكس على قرارات الحكومتين والشروع بتنفيذ ما نصت عليه الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة الموجودة في مجلس النواب العراقي كجهة تشريعية تصدق على الاتفاقيات وتتابع مسارات تنفيذها.
الطاقة النظيفة
وفي مجال الطاقة النظيفة ترى النائبة صبري أنه في زمن الاحترار فإن العراق من أكثر الدول التي تعاني من هذا التغير المناخي، خصوصا مع وجود النفط والغاز المصاحب الذي يتبدد ويهدر دون استغلاله، وتعتقد أن فرنسا من أكثر الدول التي تمتلك خبرات في هذا المجال، وبإمكانها المساعدة على استخدام هذا الغاز، إضافة إلى معالجة مشكلة التصحر في مناطق الأهوار.
الثقافة والآثار
وفيما يخص التبادل الثقافي تحدثت النائبة العراقية عن المعارض التي تساعد على تمازج الثقافات، وناشدت باريس للمساعدة باسترجاع ما تم نهبه من آثار خلال فترات الحروب التي مر بها العراق منذ عام 2000، بالإضافة إلى زيادة عدد الطلاب والمنح والتبادل الطلابي بين البلدين.
الصحة
وبما يخص الصحة تحدثت النائبة عن البدء بتنفيذ مشاريع بناء فرنسا لمشافي في عدد من المدن والمحافظات العراقية، إضافة إلى مركز طبي في بغداد، بالإضافة إلى التعاون على مستوى شركات إنتاج واستيراد وتصدير الأدوية.
حرية مساواة أخوة
وتحدثت النائبة صبري عن العلاقة العظيمة والعميقة التي تجمع باريس بإقليم كردستان مستذكرة وقفات الحكومات الفرنسية المتتالية منذ عهد شارل ديغول ثم فرانسوا ميتران ووقفته إلى جانب انتفاضة كردستان فضلا عن المنظمات الفرنسية التي استقبلت مئات اللاجئين الكرد ووصولا إلى مساعدة فرنسا للعراقيين في حربهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، وترى النائبة فيان صبري أن الشعب الكردي والعراقيون عموما يمكنهم الاستفادة من تجربة "اللامركزية الفرنسية"، وتقول إن الشعب العراقي والكردي يتبنون القيم الفرنسية في الحرية والمساواة والأخوة.