يطالب معتنقو الديانة الزرادشتية في العراق، بتثبيت حقوقهم دستوريا وقانونيا، وأن يتم تثبيت ديانتهم ضمن خانة الديانة في الهويات الرسمية لإثبات الشخصية، وكذلك في معاملات الأحوال الشخصية. يقول معتنقو الديانة نحن ديانة تعبد الله.
ريبورتاج أمل صقر في بغداد
الزرادشتية في العراق...الديانة المحرمة؟
يطالب معتنقو الديانة الزرادشتية في العراق، بتثبيت حقوقهم دستوريا وقانونيا، وأن يتم تثبيت ديانتهم ضمن خانة الديانة في الهويات الرسمية لإثبات الشخصية، وكذلك في معاملات الأحوال الشخصية. يقول معتنقو الديانة نحن ديانة تعبد الله.
ريبورتاج أمل صقر في بغداد
يناجون ربهم في صلاتهم بكلمات وردت في الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية الأفاستا، ويمارسون عباداتهم في بيوت النار، التي سميت كذلك لأن النار لا تخفت فيها أبدا، فهي عنصر أساسي في عبادتهم لعناصر الطبيعة الأربعة الماء والهواء والتراب والنار، ولعل ذلك ما دفع البعض للاعتقاد بأن الزرادشتيين هم من عبدة النار، وهو ما ينفيه عضو المجلس الأعلى للحوزة الزرادشتية في العراق إبراهيم زراري
"أننا نعبد الله الواحد الأحد، (أهورا مزادا )، وهو الإله الأوحد الذي يمثل الخير عند الزراداشتيين والذي يخالفه دائما إله الشر أهريمان، والذي ورد في ( الجاثات ) بمعنى التراتيل (أنك الأول قبل الوجود، وآخر بعد الحدود، ومطلقا عن الوجود واجب لك السجود والتبجيل)"
ويضيف إزاري أن الكثير من الزردشتين ذابوا ضمن الديانة الإسلامية، فقد كانوا سابقا يختارون لهم أسماءهم، ويمنعون من تسمية أبنائهم وينسبونهم قصرا إلى الديانة الإسلامية. يقول إبراهيم زراري يشرفنا ذلك، ولكن "من حقنا أن نجهر بديانتنا"
"من حقنا أن نعتز بدينا ونفتخر به لأنه دين أجدادنا ودين البلاد، ودين التاريخ وإمبراطوريات عظيمة"
ويقول "طالبنا بتثبيت حقوقنا دستوريا، حاولنا عدة مرات إيصال صوتنا لتثبيت اسمنا دستوريا كزراداشتين في الوثائق الرسمية ويجب أن يكون هناك تمثيل للزراداشتية في الدوائر الحكومية أيضا، على الرغم من أن الديانة الزراداشتية دين علماني يفصل الدين عن الدولة، ولكن حقوقنا ضائعة، فنحن نجري عقود الزواج والأحوال الشخصية بطريقتين بطريقة الديانة الزراداشتية عن طريق رجل الدين أو ما يعرف بالاسروان – أنا أيضا اسروان – والطريقة الرسمية عن طريق المحاكم الأسلامية"
"العراق بحاجة الى اصدار قانون خاص بالديانات لضمان حقوقها خاصة وان العراق يعيش حالة من الانفتاح الديني، وسبق ان تمت دعوتنا الى العديد من المناسبات الدينية في جميع المحافظات العراقية"
لا يوجد إحصائية رسمية لعدد الزراداشتين في العراق ويتمركز وجودهم في مدينتي السليمانية وخانقين شمال البلاد. في السليمانية يوجد معبدين تقام فيهما العبادات الخاصة بالديانة، وكان هناك معبد في محافظة أربيل ولكنه اغلق بسبب عدم القدرة على الاستمرار في تمويله ماديا.
يقول زراري "إن التقديرات التي لدينا حول أعداد معتنقي الديانة الزراداشتية تصل إلى خمسة عشر ألفا، ولكنها إحصائية غير رسمية"
وتعتمد الزرادشتية في فلسفتها وفقا للمؤرخين على ثلاثة مفاهيم أساسية هي، الفكر الجيد والكلام الجيد والعمل الجيد.
رئيس مجلس الأقليات في العراق رعد أرتميس قال:
"إن الزرادشتيين والبهائيين والكاكائيون لا يعلنون عن أنفسهم خوفا مما قد يتعرضون له من اضطهاد علم بأن الحكومة العراقية لأتملك منهجية للتعامل بالضد من الديانات الموجودة في العراق، ولكن الخوف هو من المجتمع وأفكاره المتوارثة حولها".
وأضاف "ما يتم تداوله في الإعلام أو الإعلان عنه من حرية الأقليات الدينية والاثنية في العراق شيئا مبالغا به، وأنهم مشاركون أساسيون وهذا موضوع عار عن الصحة، ما زالت هذه الأقليات تعاني في بعض المناطق من الاضطهاد الديني. مثل البهائية والزرادشتية والكائئية لانت العادات والتقاليد المجتمعية قاسية جدا عليهم، فهم يعتبرونهم مرتدين عن الإسلام، إذا ما أفصحوا عن ديانتهم وهذه تعود جريمة يعاقب عليها القانون العراقي المبني على أساس الشريعة الإسلامية بالإعدام"
وأبدى أرتميس امتعاضه لعدم قدرة الأقليات الدينية من أخذ مكانتها الواجبة إذ قال "لازالت الأقليات الدينية في العراق لم تأخذ الدور الأساسي الذي تستحقه، باعتبارهم السكان الأصليين في العراق، أغلبهم هم سكان العراق الأصليون من الصابئة المندائيين واليزيديين والاشورييون، ومع الاسف حتى الان لم يتمتعوا بحقوقهم كاملة"
الدستور العراقي يقر بحرية الدين والمعتقد، كما أن ذلك مكفول وفقا للقانون . عضو اللجنة القانونية النيابية محمد عوز يقول إن العراق لا يحضر أيا من الديانات حتى تلك التي لم تذكر ضمن الدستور لها أن تمارس طقوسها بحرية كاملة
"الديانات السماوية معروفة وغير محظوره، بالعكس قسم لديهم حماية، فبالتالي لا توجد لدينا ديانات غير تلك المعروفة والمثبتة دستوريا، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية، وكذلك المندائية تم الاعتراف بهم وبحقوقهم في قانون الأحوال الشخصية حتى قبل عام 2003. أما الزراداشتية فهي حالة وضعية وبالتالي ليست محسوبة من الديانات وشخصيا لا أجد بأن لهم وجودا مؤثرا حتى نقول بأنهم بحاجة إلى حماية أو اعتراف أو شيء من هذا القبيل"
الزردشتيه ديانة قديمة وكانت في بداية ظهورها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، الدين الرسمي للإمبراطوريات الأمينية والبارثية والساسانية، ويتواجد معظم معتنقيها في الهند وإيران وأفغانستان وأذربيجان والعراق.