تحول الجدل حول قرار بولندا فرض الحظر على واردات الحبوب الاوكرانية الى ازمة دبلوماسية حادة بين وارسو وكييف ووصل الامر بعد تصريحات تصعيدية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال خطاباته في منظمة الامم المتحدة ، استدعاء وزارة الخارجية البولندية السفير الأوكراني لديها بشأن ما اعتبرته
وأتت هذه الازمة في وقت غير ملائم اذ تزامنت مع تعثر الهجوم الاوكراني المضاد وتأخره في تحقيق اهدافه ، ومع احتدام الحملة الانتخابية في بولندا . وكل هذا بالاضافة للخلفية التاريخية والماضي الدموي الذي لن يتم معالجته بين البلدين.
ونتيجة هذا التأزم قررت وارسو وقف تسليح اوكرانيا، وشكل هذا القرار صدمة في اوساط الناتو والاتحاد الاوروبي خاصة ان بولندا تقود عملياً الجناح الشرقي لحلف شمال الاطلسي وهي التي كانت السباقة في ارسال الاسلحة الى جارتها ، والتي تعتبر مركزا دوليا لمساعدات الأسلحة الموجهة إلى أوكرانيا.
بالفعل ، لم تتوانَ بولندا عن دعم المجهود الحربي والانخراط في الاستجابة الانسانية مع استقبال مليون لاجئ علماً ان اي دولة اخرى لم تستقبل مثل هذا العدد الكبير من اللاجئين الأوكرانيين.
ولا تخفي بعض الاوساط الاوروبية استغرابها لهذا الغضب الاوكراني والحنق البولندي في هذه اللحظة الحرجة من المواجهة مع روسيا. وما يزيد الاستغراب انه بالنسبة إلى أوكرانيا لا توجد جارة لها نفس أهمية بولندا في ضوء صراعها الصعب ضد روسيا.
تصاعد التوتر بين الجانبين اثر قيام الحكومة الأوكرانية بتقديم طلب مراجعة إلى منظمة التجارة العالمية بشأن منع استيراد الحبوب . لكن صخب الحملة الانتخابية في بولندا والثقل الانتخابي للمزارعين أسهما في تشدد وارسو . أما الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي جاهر دوماً بصداقته مع نظيره فولوديمير زيلينسكي، فقد صب الزيت على النار هذه المرة من خلال تشبيه أوكرانيا بـ "شخص يغرق ويمكن ان يغرق الشخص الذي يحاول إنقاذه"
في بروكسيل تبدو الصدمة كبيرة ازاء مهرجان الغوغائية الانتخابية في وارسو ، والادهى بمكان هو الدفع إلى تغيير كامل في سياسة دعم أوكرانيا، التي كانت بولندا تفتخر حتى الآن بكونها أقرب حليف لها والأكثر حماساً في تأييد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
حسب المتابعين الاوروبيين يكمن الخطأ في التصرف البولندي بالرغم من اسلوب زيلينسكي الذي يعتبره البعض مستفزا. خاصة انه من الممكن حل نزاع الحبوب بطريقة مختلفة، كما أظهرت رومانيا وبلغاريا المسألة تتخطى ما تعتبره بولندا جحودا اوكرانيا او ما تعتبره كييف انحرافا خطيرا، لانها تصب في صالح موسكو